اعداد: عبد الله الثقافي البلنوري
يتقدم العالم تقدما هائلا في جميع الأصعدة، لدرجة أن عقل الإنسان أنتج بديلا عن الحاجيات والضروريات مثل الذكاء الاصطناعي،والرحم البديل، والالات المستعملة في الأعمال الشاقة، وجدير با القول إنه أنتج عن قريب "الحوم الاصطناعي" تباع وتشتري في الأسواق، والإنسان كاغلب عادته يستعمل هذ اللحم بقطع النظر إلي سلبياته وايجابياته
ويؤكد الخبراء :
هي لحوم صناعية تشبه اللحوم الطبيعية تماماً، وقد تصبح قريباً متاحة للبيع في الأسواق.بشكل واسع،
وبحسب تقرير نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، فإنَّ اللحوم الصناعية المبتكرة والمطورة مخبرياً تتطابق تماماً من حيث الشكل واللون والرائحة والطعم مع اللحوم الطبيعية.ويقال عليه
لحم مزروع، و اللحم النظيف، أواللحم المصنع ، أو اللحم في المختبر، وهو اللحم الذي ينتج من زراعة الخلايا الحيوانية في المختبر بدلاً من الحيوانات المذبوحة. وهو شكل من أشكال الزراعة الخلوية
ويمكن الحصول على هذه اللحوم عبر أخذ خلايا جذعية من لحوم ماشية حية، وتتم زراعتها ونموها في المختبر على مدار أسابيع، بحيث يقول المدافعون عن هذه التقنية إنه لا يلزم قتل الماشية لإنتاج كرات اللحم، وهذا أفضل للبيئة والمناخ
وفي الحقيقة ينتج هذا للحم بطرق،
، الأول: بلحم أخذ من حيوان ميت وغير مذبوح بطريقة شرعية ، وصنع منه أنواع متعددة من الأطعمة فلا يجوز استعماله لأنه لحم حرام
الثاني: وهو يختلف عن الطريق الاول لانه يصنع با خذ من خلايا جذعية من حيوان ويوضع في مفاعل حيوي خاص، حيث تغذى بالجلوكوز والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، حيث يسمح هذا المزيج من الخلايا والعناصر الغذائية في ظروف خاصة بتطوير الخلايا الجذعية الى خلايا عضلية ناضجة تصبح فيما بعد اللحم المستزرع.
ومن هنا ينشئ اختلاف شرعي حول جواز هذه الطريقة نظرا الي الحديث النبوي صلى الله عليه وسلم «ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة»، فإن أخذ من الجزء المقطوع من الحيوان وهو حي فحرام حيث يعد كالميتة.
انشا الله نبحث عن مشروعية هذ اللحم الاصطناعي
والثالث :انتاج من جزء الحيوان المذبوح شرعا وهذا لاخلاف في اكله كمانبين في ضوء اقوال العلماء والفقهاء
ويمكن أن يتلقي هذ العمل قبولا واسعا في المستقبل القريب لإنتاج لحوم مصنعة بالكامل في المختبرات، وذلك نظرا الي تخفيف الضغط على مزارع الأبقار والماشية وايضا
أن الدراسات التي أجريت على اللحوم الاصطناعية كانت جيدة، بحيث عملت على استبدال اللحوم المشبعة بالدهون بالأوميغا 3 وهو من الدهون الجيدة، بالإضافة إلى عدم وجود المضادات الحيوية فيها اللحوم المستنبتة، كما عملت الأبحاث على زيادة بعض أنواع
السكريات الموجودة بالنباتات بهدف تدعيم اللحوم بالألياف
و أن اللحوم المخبرية لن تكون ملوثة بالبكتيريا الموجودة باللحوم صحية، مشيرة إلى أنها تسمى باللحوم النظيفة، بحيث ستكون نسبة الخطر بالتسمم الغذائي شبه معدومة
ويقول الخبراء في هذا الشئن إن لها ميزات، تشمل:
١) حماية الحيوانات وعدم قتلها.
٢) اللحوم مستنبتة في المختبر.
احتوائها على كمية أقل من الدهون المشبعة.
٣)مكافحة التغير المناخي الناجم عن ارتفاع درجة حرارة الجو نتيجة غازات الدفيئة، إذ قرابة 14.5% من انبعاثات غازات الدفيئة تنتج عن تربية الماشية، والتي تصدر غاز المیثان، كما أن تجهيز الأراضي لهذه المواشي وتسميدها لإنتاج العشب والطعام لها يصدر كميات كبيرة من الكربون.
٤)إمكانية جعل اللحوم المستنبتة تحتوي على الأحماض الدهنية "أوميغا 3" التي يعتقد أن لها فوائد صحية
وجدير باالقول إن تربية الحيوانات أمر صعب في هذ الزمن اعتبارا الي نفقته العالية والمشكلةالبيئية علي وجه الخصوص إذا كان قيمته قليلا
*الفقه لهذه القضية:*
كماان للفقه نظرية إيجابية,وسلبية, في كل القضايا، وفي هذه القضية أيضا جهتان، الاول، وإنتاج هذ للحم من جزء مقطوع من حيوان حي يكون حراما اعتمادا علي الحديث السابق
فمن المقرر شرعًا أن الجزء المقتطع من الحيوان وهو حيٌّ ميتة؛ لما رواه الإمام أحمد في "المسند"، والترمذي والدارقطني في "السنن" عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة والناس يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإبل، ويقطعون أَلْيَاتِ الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا قُطِعَ مِن الْبَهِيمَةِ وَهِي حَيَّة فَهُو مَيتَةٌ
وكذا يحكم على الخليَّة التي أُخذت منه بأنَّها ميتةٌ؛ لأنَّ انفصالها عنه بمنزلة انفصالها بعد الموت، وكذا يحكم على ما يُستنبت منها؛ لأنَّها داخلة فيه
والجهة الثانية : اذااخذ الجزء من حيوان مذكي شرعيا يكون جائزا كما قال الفقهاء،
*اقوال الفقهاء. *
: قال ابن حجر رحمه الله
(وَالْجُزْءُ الْمُنْفَصِلُ مِنْ الْحَيِّ كَمَيْتَتِهِ) طَهَارَةً وَنَجَاسَةً فَيَدُ الْآدَمِيِّ طَاهِرَةٌ خِلَافًا لِكَثِيرِينَ وَأَلْيَةُ الْخَرُوفِ نَجِسَةٌ لِلْخَبَرِ الْحَسَنِ أَوْ الصَّحِيحِ: «مَا قُطِعَ مِنْ حَيٍّ فَهُوَ مَيِّتٌ» نَعَمْ فَارَةُ الْمَسْكِ الْمُنْفَصِلَةِ فِي الْحَيَاةِ وَلَوْ احْتِمَالًا عَلَى الْأَوْجَهِ أَوْ بَعْدَ ذَكَاتِهِ طَاهِرَةٌ وَإِلَّا لَتَنَجَّسَ الْمَسْكُ بِهَا لِرُطُوبَتِهِ قَبْلَ انْعِقَادِهِ قِيلَ وَمِنْهُ نَوْعٌ مِنْ غَيْرِ مَأْكُولٍ هُوَ أَطْيَبُهُ وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالتُّرْكِيِّ فَيَتَعَيَّنُ اجْتِنَابُ مَا عُلِمَ فِيهِ ذَلِكَ لِنَجَاسَتِهِ
(تحفة المحتاج)
وقال الإمام الرملي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (1/ 250، ط. دار الفكر): [الجزء المنفصل من الحي كمَيتته، فانفصاله مع الحياة بمنزلة انفصاله بعد الموت] اهـ.
قال العلَّامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 207، : [المنفصل من الحي -أي: مما تَحُلُّه الحياة- كالميتة] اهـ.
وقال الإمام ابن رشد المالكي في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (1/ 85، : [اتفقوا على أنَّ اللحم من أجزاء الميتة ميتة] اهـ.
وقال العلامة الخرشي في "شرحه مختصر خليل" (3/ 19، [القاعدة: أن المنفصل من الحي كميتته، ويؤكل ما عداه اتفاقًا] اها
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (9/ 402،
[وإن قُطِعَ من الحيوان شيء، وفيه حياة مستقرة، فهو ميتة.. ولأن إباحته إنما تكون بالذبح، وليس هذا بذبح] اهـ
وايضا:يشترط عدم استخدام المواد النجسة في إنتاج للحم الاصطناعي-كالدماء وغيرها- في عملية الاستنبات.
فلا خلاف بين العلماء على أن الدم حرام و نجس، لا يؤكل، ولا ينتفع به؛ قال تعالى: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿أَوۡ دَمًا مَّسۡفُوحًا﴾ [الأنعام: 145].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 221، [قوله تعالى: ﴿وَٱلدَّمُ﴾ اتفق العلماء على أن الدم حرام نجس، لا يؤكل، ولا ينتفع به] اهـ.
قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" الاتفاق (22/ 230،)،
والقاضي ابن العربي الاتفاق في "أحكام القرآن" (1/ 79،
، والإمام النووي ، الاتفاق في "المجموع" (2/ 557،
والحافظ ابن حجر ،الاتفاق في "فتح الباري" (1/ 352،).
قال الإمام ابن رشد في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (1/ 83): [أما أنواع النجاسات، فإن العلماء اتفقوا من أعيانها على أربعة: ميتة الحيوان ذي الدم الذي ليس بمائي، وعلى لحم الخنزير بأيِّ سببٍ اتفق أن تذهب حياته، وعلى الدم نفسه من الحيوان الذي ليس بمائي انفصل من الحي أو الميت إذا كان مسفوحًا أعني: كثيرًا] اهـ. وبا الإضافة الي ذالك عدم ترتب الضرر باكل هذ اللحم
اعتبارا لهذه النصوص الشرعية المعتبرة نستطيع أن نقول فيه المشروع والممنوع والله اعلم
عبد الله الثقافي الهندي
0 تعليقات