نظرة على خطورة تمدد الفكر الشيعي في البلاد الإسلامية."

 


اعداد: عبد الله الثقافي البلنوري الهندي

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وجعل أمة الإسلام أمة وسطًا، وميز أهل السنة والجماعة باتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. أما بعد:

فقد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي طوائف متعددة، من أبرزها الطائفة الشيعية التي تختلف عن أهل السنة والجماعة في مسائل جوهرية تمس أصل العقيدة. ويُعد فهم هذه الاختلافات واجبًا على المسلم لتمييز الحق من الباطل، والحفاظ على صفاء العقيدة.

ويجدر القول إن كثيرًا من الحكّام العرب قد قصروا في تربية أجيالهم على العقيدة الإسلامية الصحيحة، وركزوا جهودهم على تنمية ثرواتهم الشخصية والسعي وراء الملذات، بدلًا من دعم العلماء والدعاة وتمكينهم من أداء رسالتهم.

وفي ظل هذا التراجع، استغلت دولة إيران هذا الفراغ، فعملت على نشر المذهب الشيعي الذي نراه مخالفًا لما عليه أهل السنة والجماعة، حتى أصبحت إيران معقلًا للشيعة ومصدرًا لتصدير هذا المذهب إلى دول شتى، عربية وغير عربية.

ولا شك أننا نشعر بالحزن والقلق تجاه ما تتعرض له إيران من عدوان، خصوصًا من قِبَل الاحتلال الصهيوني، لكن في المقابل، لا يمكننا أن نغفل عن مواقف إيران المعادية لكثير من ثوابت أهل السنة، من الصحابة الكرام، والقرآن الكريم، ومعتقدات الأمة، وهذا ما يجعلنا نخشى من غلبة النفوذ الإيراني في المنطقة.

وزاد من خطورة الأمر أن بعض الدول العربية قد سمحت رسميًا بانتشار التشيع ووفرت له غطاءً قانونيًا، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لوحدة الأمة وعقيدتها.

وفيما يلي نعرض بعضًا من مواقف الشيعة التي نرى فيها مخالفة صريحة لعقيدة أهل السنة والجماعة...

أولاً: موقف الشيعة من الصحابة

من أخطر ما يميز الفكر الشيعي – خصوصًا الإمامية الاثني عشرية – هو الطعن في عدالة الصحابة رضي الله عنهم، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان. بينما يعتقد أهل السنة أن الصحابة عدول، وأنهم نقلوا الدين بأمانة، وأن الطعن فيهم طعن في الدين نفسه.

قال الإمام مالك: "من سبّ أبا بكر أو عمر يُؤدَّب، ومن سبّ عائشة يُقتل"، لأن هذا طعن في القرآن الذي برّأها.

ثانيًا: الغلو في الأئمة

يرى الشيعة الاثنا عشرية أن أئمتهم معصومون من الخطأ، بل يُرفع بعضهم إلى مقام قريب من الألوهية، وهذا مخالف لمفهوم التوحيد الذي يقرر أن العصمة التامة للأنبياء فقط، وأن لا أحد يستحق التقديس المطلق إلا الله.

وقد ورد في بعض كتبهم – كـ"الكافي" – ما يفيد بأن الأئمة يعلمون الغيب، ويتصرفون في الكون، وهذا شرك واضح يخالف التوحيد الخالص الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: مفهوم التقية

التقية في الفكر الشيعي تعني جواز الكذب من أجل حفظ النفس أو العقيدة، وقد توسّع فيها الشيعة إلى درجة أنها أصبحت وسيلة لإخفاء العقائد الباطنية. أما في منهج أهل السنة، فالكذب لا يُستباح إلا في حالات محدودة، ولا يُجعل أصلًا في التعامل.

رابعًا: المتعة والخمس

أباح الشيعة نكاح المتعة، وهو زواج مؤقت محرم في الإسلام بعد أن نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. كما أنهم يوجبون دفع "الخُمس" للفقهاء، وهو بدعة غير موجودة في الشريعة على هذا الشكل، وتُستخدم سياسيًا واقتصاديًا لبناء هياكل سلطوية دينية.

خامسًا: الموقف من القرآن والسنة

رُوي في بعض كتب الشيعة أن القرآن قد حُرّف، وهو اعتقاد باطل بإجماع علماء المسلمين. كما يعتمد الشيعة على روايات منسوبة لأهل البيت دون غيرهم، ويطرحون جانبًا معظم روايات الصحاح كالبخاري ومسلم.

خاتمة

إن خطر الفكر الشيعي لا يكمن فقط في اختلافه الفقهي أو السياسي، بل في مساسه بأصول العقيدة، كتوحيد الله، ومكانة القرآن، وعدالة الصحابة. وعلى المسلم أن يتسلّح بالعلم واليقين، وأن يكون حذرًا من هذه الانحرافات التي تفرق الأمة وتشوّه الإسلام.

نسأل الله أن يُرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

إرسال تعليق

0 تعليقات