التاريخ: 14 يونيو 2025
عبر عقود من التدخلات العسكرية والسياسية، تركت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أثرًا عميقًا ومأساويًا في العديد من دول العالم العربي والإسلامي، خاصة العراق، سوريا، فلسطين، وأفغانستان. تتجلى آثار هذه السياسات في مشاهد الموت والدمار والتهجير، ونهب الثروات، وخلق واقع من الألم يمتد أثره على الأجيال.
قتلت الآلاف من الأبرياء:
في العراق، أدت الغزو الأمريكي عام 2003 إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين، تحت ذريعة "أسلحة الدمار الشامل" التي لم تثبت. المدن العراقية، كالموصل والفلوجة وبغداد، شهدت مجازر مروعة وقصفًا عشوائيًا خلف وراءه أنهارًا من الدماء.
في سوريا، دعمت أمريكا أطرافًا في النزاع المسلح، وشنّت هجمات جوية متعددة، مما أدى إلى سقوط الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية. أما إسرائيل، فقد نفّذت عشرات الضربات الجوية على الأراضي السورية، استهدفت في الغالب مواقع مدنية بحجة وجود "خطر إيراني".
وفي فلسطين، ومنذ نكبة 1948 وحتى يومنا هذا، لم تتوقف إسرائيل عن قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم. العدوان المتكرر على غزة أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط صمت وتواطؤ دولي، ودعم أمريكي غير مشروط.
أما في أفغانستان، فالحرب الأمريكية التي استمرت لعشرين عامًا خلفت أكثر من 200 ألف قتيل، من بينهم عشرات الآلاف من المدنيين، كما تسببت في تهجير الملايين، وتركت البلاد مدمرة اقتصاديًا واجتماعيًا.
تدمير المدن الجميلة:
شهدت مدن مثل بغداد وحلب وغزة وكابول دمارًا هائلًا نتيجة القصف المستمر والغارات الجوية. تلاشت معالم الحضارة والعمران، وتحولت الأسواق والجامعات والمنازل إلى أنقاض. هذا الدمار لم يكن نتيجة حروب أهلية فقط، بل بسبب تدخلات عسكرية خارجية مدعومة أو منفذة من أمريكا وإسرائيل.
نهب الأموال والثروات:
بعد غزو العراق، تعرضت ثرواته النفطية للنهب الممنهج من قبل الشركات الأمريكية. وتفيد تقارير بأن مئات المليارات من الدولارات اختفت من خزائن العراق تحت عناوين "إعادة الإعمار" التي لم تتحقق. في فلسطين، تستولي إسرائيل يوميًا على الأراضي والموارد، بما في ذلك المياه الجوفية والموارد الطبيعية في الضفة الغربية.
في أفغانستان، رغم الحديث عن "تحقيق الديمقراطية"، استغلت الشركات الغربية الموارد النادرة، وذهب التمويل الدولي إلى جيوب النخب الفاسدة والاحتلال، دون أن تصل حقيقته إلى الشعب.علي كل حال ما قامت به أمريكا وإسرائيل لم يكن مجرد سياسات خارجية أو قرارات أمنية، بل جرائم بحق الإنسانية. لقد تسببت هذه الأفعال في مآسٍ لا تنتهي، ما زالت المجتمعات العربية والإسلامية تدفع ثمنها حتى اليوم. ويبقى السؤال: متى يُحاسب من ارتكبوا هذه الجرائم؟ ومتى تنال الشعوب المضطهدة حقها في الحياة والكرامة والحرية الامة المسلمة في انتظار؟
0 تعليقات