خديعة اليهود وعداوتهم للمسلمين

 

اعداد: عبد الله الثقافي البلنوري الهندي

1. العداوة التاريخية لليهود تجاه المسلمين

منذ بزوغ فجر الإسلام، واجه النبي محمد ﷺ والمسلمون عداءً واضحًا من بعض القبائل اليهودية في المدينة المنورة، مثل بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة

لقد شن اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قديما وحديثا حملات إعلامية لتشويه صورته ، وتنفير الناس منه ومن دينه ودعوته ، لشعورهم بخطورة هذا الدين على مصالحهم ، وعلى عقيدتهم المنحرفة القائمة على الاستعلاء واحتقار الناس عدا الجنس اليهودي

 فقد أوضح الله تعالى للمسلمين أن عداوة اليهود لهم أبدية , لا تقبل التغيير , ولا تتحول إلى المسالمة والمحبة إلا إذا ارتد المسلمون عن دينهم , فقال تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }(البقرة: من الآية120) .

 ، فالعداوة للحق متأصلة فيهم يتوارثونها كابرا عن كابر ، فهم قتلة الأنبياء وأعداء الرسل وأعداء أتباعهم في كل عصر وفي كل مصر. وقد جاءت نصوص قرآنية تؤكد هذا العداء، منها قوله تعالى:"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا"[المائدة: 82]

 هذا العداء لم يكن نابعًا فقط من الاختلاف الديني، بل أيضًا من الخوف من زوال سلطتهم ونفوذهم في الجزيرة العربية بعد انتشار الإسلام. ولقد حاول اليهود ـ كعادتهم ـ تصديع وتفكيك الجبهة الداخلية للمسلمين ، فهذه إحدى وسائلهم الخبيثة ـ قديما وحديثا ـ في حرب الإسلام ، وذلك بإثارة الفتن الداخلية ، والشعارات الجاهلية ، والدعوات القومية والقبلية ، والسعي بالدسيسة للوقيعة بين المسلمين 

2. إرادة السوء بالمسلمين في كل زمان

امتدت عداوة اليهود للمسلمين عبر العصور، مرورًا بالحملات الصليبية ثم الاستعمار الغربي الذي كانت فيه أطراف يهودية تدعم السياسات الاستعمارية ضد بلاد المسلمين. وفي العصر الحديث، تُجسد هذه العداوة في سياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والاعتداءات المتكررة على غزة، والقدس، والمسجد الأقصى.

3. اغتيال قادة المسلمين

لقد حاولوا اغتيال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو في ديارهم بإلقاء حجر عليه، وألَّبوا المشركين حتى كانت غزوة أحد، وجمعوا الأحزاب، وعملوا على إنشاء جهة ثالثة لمحاربة المسلمين، وهي جهة المنافقين بقيادة عبدالله بن أبي بن سلول، إلى غير ذلك من المؤامرات التي استهدفت القضاءَ على الإسلام والمسلمين، ولكنَّ الله أحبط سعيَهم، وخيب أملهم، وأحبط خططهم، وأضَلَّ أعمالهم، وعكس عليهم قصدَهم، وسَلَّط عليهم نبيَّه والمؤمنين، فطهَّروا الأرض من رجسهم وشرورهم؛ ﴿ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8]. 

واليوم تعمل الصِّهْيَوْنِيَّة العالمية بكل ما تملك من وسائل للقضاء على الإسلام والمسلمين؛ ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

على مر التاريخ، وخصوصًا في العصر الحديث، وُجهت اتهامات للكيان الصهيوني بالضلوع في اغتيال عدد من زعماء المسلمين والعلماء وا قديما وحديثا لدرجة إنهم ارادوا نقل جسد النبي الشريف من مدينه كما قال سيد السعودي في وفاء الوفاء

4. الخديعة ليست من شيم الأقوياء

الخداع والمكر والخيانة ليست من صفات الأقوياء، بل هي أدوات يستخدمها الضعفاء لتحقيق مكاسب مؤقتة. في الإسلام، القوة مقرونة بالشرف والعدل، أما الكيان الإسرائيلي، فغالبًا ما يُتهم باستخدام الخداع في مفاوضاته وسياساته، سواء عبر اتفاقيات لا تُنفذ، أو عبر خداع الرأي العام العالمي لتبرير اعتداءاته.

5. السيطرة على الدول عبر الادعاء بالدفاع

في حالات عديدة، اتخذ الكيان الإسرائيلي من "حق الدفاع عن النفس" ذريعةً للتدخل أو الاعتداء. حتى لو لم تُهاجم مباشرة، فإنها تُصوّر أي تحرك سياسي أو عسكري من دولة معارضة لها (مثل إيران) كتهديد وجودي. وهذا ما يُستخدم كتبرير لشن ضربات استباقية أو ممارسة ضغوط دبلوماسية على تلك الدول.

6. ازدواجية المعايير: النووي الإسرائيلي مقابل الإسلامي

إسرائيل تمتلك ترسانة نووية غير مُعلنة رسميًا، في ظل صمت دولي، بينما تُلاحق الدول الإسلامية التي تحاول حتى امتلاك الطاقة النووية السلمية. تُعامل إيران كمصدر تهديد بسبب برنامجها النووي، في حين أن إسرائيل نفسها لم توقع على معاهدة منع الانتشار النووي.

هذا يُظهر بوضوح ازدواجية المعايير الدولية، والتي تُستخدم لضمان تفوق الكيان الصهيوني عسكريًا واستراتيجياً في المنطقة.

7. الهجوم المحتمل على إيران وأثره

في حال أقدمت إسرائيل على مهاجمة إيران، فإن ذلك لن يكون مستغربًا، خاصة مع التصريحات المتكررة التي تصف إيران بأنها "تهديد وجودي". وقد سبق لإسرائيل أن شنت غارات على دول ذات سيادة (مثل العراق في 1981 وسوريا في 2007) لمنعها من تطوير قدراتها النووية.

لكن من جانب آخر، فإن الهجوم على إيران يُعتبر خرقًا للقوانين الدولية، وتعديًا واضحًا على السيادة، ويضع المنطقة في خطر حرب شاملة، تُعاني منها الشعوب أكثر مما تُحقق من أهداف سياسية.

8. إسرائيل "سرطان" كما وُصف

وصف عدد من الزعماء الإيرانيين والأحرار في العالم إسرائيل بأنها "سرطان خبيث" في جسد الأمة، يحتاج إلى "استئصال" عبر الوسائل السياسية والاقتصادية والثقافية. وفعلاً، ممارسات الاحتلال في غزة والضفة تدفع الكثيرين حول العالم لرفض شرعية هذا الكيان القائم على الاحتلال والعنف.

"فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين"

[الدخان: 29]

كما قال الله عن الظالمين، فلا أحد يأسف على الظالم حين يُهلك، وقد رأينا معاناة غزة التي لا تُقارن بأي خسارة يشتكي منها الكيان الإسرائيلي.

 وخلاصة الكلام

العداوة التاريخية والمستمرة من قبل الكيان الصهيوني تجاه المسلمين لا تخفى على أحد، وتُجسَّد في الظلم، الاغتيالات، والاحتلال. مع ذلك، يظل الرد الإسلامي قائمًا على الثبات، الصبر، وطلب الحق بالوسائل المشروعة. وعلى المسلمين ألا يُخدعوا بشعارات السلام الزائفة، وأن يدركوا أن السلام لا يتحقق إلا بردع الظالم وإنصاف المظلوم.

إرسال تعليق

0 تعليقات