عبد الله الثقافي البلنوري الهندي
يعتبر صحيح البخاري من أعظم كتب الحديث النبوي الشريف وأهمها، حيث جمع فيه الإمام البخاري الأحاديث التي ثبتت صحتها ووافق إجماع العلماء في صحتها. وقد حرص المسلمون على تدريس هذا الكتاب في مختلف أنحاء العالم، حيث يعتبر مرجعية هامة لفهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن بين هؤلاء العلماء الكبار الذين أفنوا حياتهم في تدريس هذا الكتاب هو مفتي الديار الهندية فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد، الذي يتمتع بسمعة علمية عالية في العالم الإسلامي.
ولشخصته ميزة مختلفة من بين العلماء لأمور
العناية الفائقة لمحبة الرسول ومجالس مدحه، و القيادة الفعالة والهمة العالية، وعزم كالصخر، والأفق الواسع، وملكة خاصة لحل المشكلات، ومكانة عالية عند الحكام والوزراء وأصحاب الأديان المختلفة، وأسلوب الإثبات، واطلاع واسع في الكتب التراثية، وقوة محافظة جادة، والشجاعة القوية، وقوة خاصة لاكتساب قلوب الناس، والمقارنة بين الجديد والقديم، والمناظر الناجح، والمعلم المثالي، قبلة الفقراء والمساكين، الحضور الدائم في المؤتمرات العالمية،الكاتب المؤثر، الخطيب الحي في قلوب الناس،اسلوب جميل لاخضاء المجالس، التبسم الدائم،التواضع، مصداق قول الله تؤتي أكلها كل حين، صاحب التصانيف الكثيرة، صاحب الإجازات العالية، منتج آلاف العلماء، الأكبر سنا والأسمح قلبا، رغبة شديدة في نشر العلم، أكبر ملك حي في الخطبة، سلامة العقيدة والمنهج، سلامة الصدر لإخوانه الربانيين، الإخلاص لله عز وجل الحلم والأناة الاستخارة والاستشارة .
نحن.اهل الهند خاصة تلامذة فضيلة الشيخ نعرب عن فرحنا وسرورنا من صميم قلوبنا علي رفعة فضيلته وتكريمه في شتي البلاد فنحن نعتقد أن فضيلته شخصية تستحق التكريم لمزياه وخصائصه.
انطلاقًا من هذه الخصائص والمزايا، يقوم فضيلة الشيخ أبوبكر أحمد ببذل جهود جبارة في خدمة صحيح البخاري لدرجة أن فضيلته أبدى رغبته قائلا إن الله إذا وفق لي بدخول الجنة وسألني عما أشتهيه أجيب عنه بأني شديد الرغبة في تدريس صحيح البخاري، ورغم أنه مشغول جدا بالعمليات المختلفة ليل نهار لكن محاضرته لصحيح البخاري تجري بشكل مستمر.
لقد تميز الشيخ أبي بكر أحمد بقدرته العميقة على شرح وتفسير معاني صحيح البخاري، مما ساهم في نشر الوعي الصحيح بين المسلمين عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ويعد تدريس الشيخ البخاري على مدى ستين عامًا في جامعة مركز الثقافة السنية محطة علمية هامة ساهمت في تكوين جيل من العلماء والطلاب الذين حملوا رسالة الحديث الشريف. ولم تقتصر جهود الشيخ أبي بكر أحمد على تدريس الطلاب فحسب، بل كان أيضًا مرجعًا لكثير من العلماء في تفسير الأحاديث وتوضيح معانيها.
وفي اليوم التالي، سيشهد هذا الصرح العلمي حدثًا مميزًا يتمثل في ختم صحيح البخاري، حيث يشارك عدد كبير من العلماء والمشايخ الذين درسوا الكتاب تحت إشرافه في هذا الحدث البارز. إنه ليس مجرد ختم كتاب حديثي، بل هو تتويج لجهود طويلة في نشر العلم وتوثيق الأحاديث النبوية بين طلاب العلم في الهند وحول العالم.
من خلال هذا الحدث، يتجلى دور العلماء في الحفاظ على التراث النبوي ونقله للأجيال الجديدة، وهو ما يعكس أهمية الاستمرار في تدريس الكتب التي تعزز الفهم السليم للشريعة الإسلامية. يعد هذا الختم أيضًا تكريمًا للشيخ أبي بكر أحمد وتقديرًا لجهوده المستمرة في هذا المجال، مما يعزز من مكانته كأحد كبار العلماء في مجال الحديث وجدير با الذكر أن فضيلته كتب شرحا مفيدا لصحيح البخاري "تذكير القاري علي شرح صحيح البخاري" وقد لاقي قبولا واسعا خلال فترة وجيزة في البلاد العربية
بعض الخصائص لهذا الشرح
١)بيان المناسبة بين الأحاديث والأبواب: يشير إلى فهم علاقة الأحاديث بالأبواب الفقهية أو الموضوعات التي تذكر فيها، مما يساعد على تسهيل فهم السياقات الدينية والفقهية.
٢)إيضاح العلاقات بين الأبواب: يركز على الربط بين الموضوعات المختلفة في الفقه أو الحديث، مما يعين على فهم الترابط بين مسائل متعددة.
٣)تحليل القضايا المتعلقة بأهل السنة: يتناول القضايا العقائدية والفقهية التي تهم أهل السنة والجماعة، مثل المفاهيم الأساسية للإيمان والعقيدة وأصول الفقه.
٤)كشف زيوف المبتدعة: يعني تبيين الشبهات أو الآراء المنحرفة عن أهل السنة، سواء كانت بدعًا أو أفكارًا مخالفة للسنة الصحيحة، وبيان زيفها.
٥)المقارنة بين المذاهب الأربعة: إجراء مقارنة بين المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي، الحنبلي) في مختلف المسائل الفقهية وبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بينها.
٦)ترجيح مذهب الإمام الشافعي: من خلال المقارنة بين المذاهب، قد يتم ترجيح مذهب الإمام الشافعي في بعض المسائل الفقهية مع تقديم الأدلة التي تدعمه.
٧)بيان الدروس والعبر والعظات: يعنى بتوضيح العبر المستفادة من الأحاديث والآيات القرآنية، وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
٨)الاطلاع على شبهات الملحدين والردود عليها: ٩دراسة الأفكار الإلحادية والشبهات التي يروجها الملحدون، ومن ثم الرد عليها باستخدام الأدلة الشرعية والعقلية.
١٠)دراسة الأسانيد والرواة: يتناول تحليل الأسانيد (سلسلة الرواة) في الأحاديث، مع دراسة حال الرواة من حيث العدالة والضبط، لبيان صحة الحديث أو ضعفه.
١١)الجمع بين الأحاديث الموهمة: يقصد به جمع الأحاديث التي قد يظهر بينها تعارض أو تباين في الظاهر، ثم توضيح كيفية التوفيق بينها.
١٢)نقل أقوال العلماء القدامى: نقل آراء العلماء الأوائل من السلف الصالح، مثل الأئمة الأربعة، وأقوالهم حول المسائل الفقهية أو العقائدية لتوضيح تأصيل الرأي الصحيح.
وقام فضيلته بجهود جبارة خلال 60 عامًا من التدريس، وتخرج أكثر من عشرة آلاف طالب بعد أن اكملوا صحيح البخاري تحت فضيلته . وقام بتدريس صحيح البخاري ومحاضرات وندوات في أنحاء مختلفة من العالم.
0 تعليقات