دموع الفراق



"ختام الدروس العلمية في الحقيقة كان يؤلمني ويثير قلقًا نفسيًا، وكأن الروح تخرج من الجسد. هذه سطور تدفقت في خاطري في اختتام الدروس في جامعة مركز الثقافة السنية على هامش عطلة رمضان المبارك. خاطري يخاطب أحبائي في مجال العلم، فأقول: يا طلاب العلم

الفراق هو جرح في القلب، هو الألم والغصّة لابتعاد طلاب نحبهم، إعتدنا على وجودهم، رسمنا طريقنا معاً وبنينا أحلامنا، ولكن بلحظة انتهى كل هذا، فرقتنا الأيام أصبحنا وحدين نعاني من ألم وحزن الفراق، فما أصعب الفراق وما أشد عذابه، فهنا إليكم بعضاً من الكلمات المؤلمة التي تعبر عن الفراق والحزن

ساعاتنا في الحب لها أجنحة ولها في الفراق مخالب،

 وكَـمْ يَمْضِـي الفِـرَاقُ بِـلا لِقَـاءٍ ولَكِنْ لا لِقاءَ بِلا فِرَاقِ. الفراق حزن كلهيب الشّمس يبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها، فتجيبه العيون بنثر مائها؛ لتطفئ لهيب الذّكريات.

 الفراق صعب جداً لكن الأصعب من الفراق نفسه هو عندما يكون هذا الفراق حل نسعى إليه ونمشي نحوه مرغمين، لأنه لايوجد حل وراحة لنا إلّا به. الفراق نارٌ ليس لها حدود، لا يشعر به إلّا من اكتوى بناره

بعد الفراق أصبح كل شيءٍ بطيء، أصبحت الدّقائق والسّاعات حارقة، وأصبحت أكتوي في ثوانيها. في غيابكم عرفت الشوق وعشت الوحدة والحرمان، وفي حضوركم أدركت معنى الحياة ونثرت البسمة فى كل مكان، علمتني كيف أحبكم وأسهر الليل وأنتم قمره، فقد سكن حبكم في قلبي وأدرك أنكم قدره

كنّا معاً دائماّ نتقاسم الأفراح والأحزان، كنّا دائماً نحاول أن نسرق من أيّامنا لحظاتٍ جميلة، نحاول أن تكون هذه الّلحظات طويلة، نحاول أن نحقّق سعادةً وحبّاً دائمين، حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكن لم يخطر ببالنا أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر وتقلّباته

جمع الله بيننا في دار الخلود مع النبيين والصديقين والصالحين

خادمكم في العلم عبد الله الثقافي البلنوري

إرسال تعليق

0 تعليقات