زرع كلي خنزير في الانسان في الفقه الاسلامي


 موقف الفقه من

زرع كلى خنزير في تشغيل الإنسان بنجاح 

إعداد عبد الله الثقافي البلنوري 

(استاذ الفقه المعاصر جامعة مركز الثقافة السنية)

انشغلت كثير من الأوساط العلمية والإعلامية خلال الفترة الماضية بخبر نجاح تجربة زراعة كلية خنزير في جسم إنسان، أُجريت في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد تصدّر هذا الحدث منصات إعلامية مهمة مثل الـBBC ووكالة أنباء رويترز وصحيفة الـ New York Times الأمريكية وصحيفة الـGuardian البريطانية وغيرها الكثير.

في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، زرع فريق جراحي في كلية الطب في جامعة ميريلاند الأميركية قلب خنزير لمواطن أميركي اسمه ديفيد بينت، عمره 57 عاماً. يعاني منذ سنوات من عدم انتظام خطير في دقات القلب، وباالاضافة الي ذالك 

 ان   نجاح جراحين أميركيين في زرع قلب خنزير، معدّل وراثياً، داخل جسم إنسان كان شارف على الهلاك، جدلاً واسعاً بين مسلمين كثيرين، بعضهم متخصّصون في الدراسات الشرعية، حول حِلِيَّةِ الأمر من عدمها، على أساس أن جمهور العلماء يقولون بنجاسة الخنزير بكليته واخيرا ورد خبر جديد في هذه القضية ونص التقرير

 واشنطن العاصمة: انتظار الأعضاء بشرى سارة للآلاف. رجل أمريكي مات دماغه يفوز بكلية خنزير يمسك بيده. تعمل هذه الكلية بشكل صحيح لمدة شهر. * * موريس مو ميلر (57 عامًا) الذي خضع لعملية زرع كلية في جامعة نيويورك لانغورن هيلث في نيويورك. أعلن عن وفاته من مضاعفات عصبية وساعده جهاز التنفس الصناعي موريسون ، الذي كان في حالة توقف قلبي بعد 32 يومًا.كلية مزروعة لخنزير معدل وراثيًا. * * اعتبارًا من 14 يوليو تم إجراء الجراحة. الكلى المزروعة تعمل بشكل صحيح لمدة 32 يومًا. قال البروفيسور روبرت مونتغمري من قسم الجراحة إن لانغورن هيل ستراقب وظائف الكلى لمدة شهرين آخرين. * * تعمل الكلية المزروعة موريسي بشكل أفضل من الكلية البشرية التي أضافها مونتغمري. في السابق ، نجحت Langhorne Health في زرع كلى خنازير في البشر ، ويعاني 4 ملايين شخص في الولايات المتحدة من الفشل الكلوي ، وهناك علكة. 17 شخصا ينتظرون أعضاء يموتون في أمريكا كل يوم أبلغت مؤسسة Kunnuvennu الوطنية للكلى وهذاليس بجديد باالنسبةالي الفقه التراثي

وقد ذكر الفقهاء منذ أزمنة قديمة استخدام عضو الحيوان لتوصيل العظام. قال الإمام النووي: في المنهاج ولو وصل عظمه بنجس لفقد الطاهر فمعذور، وإلا وجب نزعه إن لم يخف ضررا ظاهرا. وقيل وإن خاف، فإن مات لم ينزع على الصحيح.

 وعلق الإمام الشربيني على ذلك بقوله: (ولو وصل عظمه) لانكساره مثلا واحتياجه إلى الوصل (بنجس لفقد الطاهر) الصالح للوصل أو وجده، وقال أهل الخبرة: إنه لا ينفع ووصله بالنجس (فمعذور) في ذلك فتصح صلاته معه للضرورة..... وظاهر هذا أنه لا فرق بين الآدمي المحترم وغيره. وهو كذلك.[ مغني ١/٩٠

وذكر القزويني: أن من خواص عظم الخنزير أنه يوصل بعظم الإنسان ويلتئم سريعا ويستقيم من غير اعوجاج!![ عجاءب المخلوقات ٤/٢٢

وقد ذكر صاحب أكبر موسوعة عن الحيوان في الفكر الإسلامي، أبو عثمان بن بحر الجاحظ (ت. 255/868)، أنه "إذا نقص من الإنسان عظم واحتيج إلى صلته في بعض الأمراض لم يلتحم به إلّا عظم الخنزير". ومع هذا كله، بقي استخدام الخنزير في مجال التداوي هو الاستثناء لا القاعدة وبقي اشتراط الفقهاء فقدان البديل الطاهر على حاله، بل إن طبيباً مرموقاً في تاريخ الإسلام مثل ابن سينا (ت. 427/1037 

قال الإمام الشرواني

ولو قال أهل الخبرة إن لحم الآدمي لا ينجبر سريعا إلا بعظم نحو كلب قال الإسنوي فيتجه أنه عذر، وهو قياس ما ذكروه في التيمم في بطء البرء انتهى 

ويشترط في نقل أي جزء من الحيوان- طاهراً كان أم نجساً- عدد من الشروط وهي:

1- وجود ضرورة ومصلحة متحققة لا متوهمة، ولا يدخل في هذا ما كان على سبيل التجميل الذي لا حاجة إليه ولا ضرورة.

2- ألا يوجد علاج في غير الحيوان من مشتقات طبيعية أو أدوية كيمائية، لأن في المشتقات الطبيعية والمواد الكيمائية غنية، ما لم يكن في أي منهما أضرار جانبية.

3-  يقدم الحيوان المباح أكله على غيره من الحيوانات إن تساوت المنفعة، لأن في المباح غنية عن غيره.

4-  يقدم ما سوى الكلب والخنزير عليهما، إذا تساوت المنفعة، الا إذا تعين الكلب او الخنزير، كما يفهم من كتب الفقهاء

فثبت ان قول بعض المعاصرين وامثال هذه المساءل مادخلت في بحث فقهاء القدامي مرمي الي سلة المهملات


إرسال تعليق

0 تعليقات