انه لقسم عظيم

 

         القسم يدل علي عظيم شانه اي شأن المقسم به علي وجه الخصوص قسم من الله سبحانه وتعالي وأسلوب القسم في اللغة العربية من المؤكدات المشهورة، التي تمكن الشيء في النفس وتقويه، وقد نزل القرآن الكريم للناس كافة، ووقف الناس منه مواقف متباينة، فمنهم الشاك، ومنهم المنكر، ومنهم الخصم الألد، فجاء القسم في كتاب الله لإزالة الشكوك، وإحباط الشبهات، وإقامة الحجة، وتوكيد الأخبار، لتطمئن نفس المخاطب إلى الخبر: قال ابو القاسم القشيري: بأن الله ذكر القسم لكمال الحجة وتأكيدها، وذلك أن الحكم يفصل باثنين: إما بالشهادة، وإما بالقسم؛ فذكر تعالى في كتابه النوعين، حتى لا يبقى لهم حجة فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [سورة آل عمران، الآية: 18وجدير با القول أن الله تعالي قسم بحياة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز. وهذا دليل قوي علي أن النبي صلى الله عليه وسلم وحياته أيضا منزه عما لايليق بجنابه من الكذب والخيانة والمعصية وغيرها فكيف يليق بالمؤمن أن يقول: ان النبي وقعت منه الزلات والمعاصي والقول بالوهم كما قال أبو الاعلي مودودي في كتابه "المصطلحات الاربعة في القران": وقد وقعت الزلات والنقصان من النبي في أداء الفرائض خلال ثلاث وعشرين سنوات لذالك أمر تعالي له واستغفره أنه كان توابا" ليس في كتاب واحد بل اكثر كتبه مملوء بمثل هذه العبارات المسيئة  لشخصيته صلى الله عليه وسلم وكتب في كتابه المشهور" تفهيمات" في الجزء الثاني في صفحة ٥٧ "وقد يقع من الأنبياء ما يقع من الإنسان العادي من الغلط وغيره ومن النقاط الدقيقة أن الله تعالي يرفع عصمتهم  ويصدر منهم المعصية عمدا لأن لا يتهم الناس إنهم لله " تفكرو يا من تأثر بالمنشورات الموددية عن هذا الرجل المتؤثر بالثقافات الغربية وفي الحقيقة هذا الرجل مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم روى الإمام مسلم في "مقدمة الصحيح"  عن أَبي هُرَيْرَةَ، قال: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ "ما سمعت الامة المسلمة مثل ما قال هذ الرجل وهذا من عادات المبتدعة من تنقيصهم أنبياء الله بانكار علم الغيب والمعجزة  في هذه القضية وامثالها كما يسمع ويعرف الجميع وهذه وامثالها جديرة بالرمي الي المزبلة بدليل أن الله تعالي قسم بحياة النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" [يقول: وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" ] رواه ابن جرير .

                    فالخطاب فيه للنبي صلى الله عليه وسلم واللام في «لعمرك» لام القسم، والمقسم به حياته صلى الله عليه وسلم والعمر- بفتح العين- لغة في العمر- بضمها، ومعناهما: مدة حياة الإنسان وبقائه في هذه الدنيا، إلا أنهم ألزموا مفتوح العين في القسم، وهو مبتدأ وخبره محذوف وجوبا والتقدير لعمرك قسمي أو يمين

        قال الامام القرطبي: قوله تعالى : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فيه ثلاث مسائل: الأولى: قال القاضي أبو بكر بن العربي: قال المفسرون بأجمعهم أقسم الله - تعالى - ههنا بحياة محمد - صلى الله عليه وسلم - تشريفا له ، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون .

        قلت: وهكذا قال القاضي عياض: أجمع أهل التفسير في هذا أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد صلى الله عليه وسلم: ومعناه وبقائك يا محمد .وقيل وحياتك .وهذا نهاية التعظيم وغاية البر والتشريف .

قال أبو الجوزاء: ما أقسم الله بحياة أحد غير محمد - صلى الله عليه وسلم - ; لأنه أكرم البرية عنده .

         فإن قيل: فقد أقسم - تعالى - بالتين والزيتون وطور سينين ; فما في هذا؟ قيل له: ما من شيء أقسم الله به إلا وذلك دلالة على فضله على ما يدخل في عداده ، فكذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - يجب أن يكون أفضل ممن هو في عداده

         وقوله: (لَعَمْرُكَ) يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وحياتك يا محمد، إن قومك من قريش (لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) يقول: لفي ضلالتهم وجهلهم [ص: 105] 

  الآية الخامسة قوله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون". فيها ثلاث مسائل: 

         المسألة الأولى: قال المفسرون بأجمعهم: أقسم الله هنا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون. قالوا: روي عن ابن عباس أنه قال: " ما خلق الله وما ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره. قال الآلوسى: وقوله لَعَمْرُكَ قسم من الله-تبارك وتعالى- بعمر نبينا صلى الله عليه وسلم على ما عليه جمهور المفسرين.

         وأخرج البيهقي في الدلائل، وأبو نعيم وابن مردويه وغيرهم عن ابن عباس- رضى الله عنهما- قال: ما خلق الله-تبارك وتعالى- وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله-تبارك وتعالى- أقسم بحياة أحد غيره، قال-تبارك وتعالى-: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ وقيل هو قسم من الملائكة بعمر لوط- عليه السلام-، وهو مع مخالفته للمأثور محتاج لتقدير القول، أى.ك والمعنى: بحق حياتك- أيها الرسول الكريم- إن هؤلاء المكذبين لك، لفي غفلتهم وغوايتهم يترددون ويتحيرون، شأنهم في ذلك شأن الضالين من قبلهم كقوم لوط وقوم شعيب وقوم صالح، وغيرهم من المتكبرين في الأرض بغير الحق خلاصة الكلام ما استطاع ولا يستطيع لاحد أن يجد في حياته امرا ما يخالف الثقافة الإنسانية ويؤيد هذه الآية  قوله تعالي"انا فتحنا لك فتحا مبينا" "ورفعنا ذكرك" "ألَمْ نشرح لك صدرك" فثبت أن حياته منزه من كل عيب كما قال شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح الرسول ﷺ:

         وأحسن منك لم ترى قط عين        وأجـمـل مـنـك لم تـلـد النسـاء

         خــلـقـت  مـبـرأً مـن كـل عــيــب        كأنك قد خلقت كما تشاء

إرسال تعليق

0 تعليقات