الاتجاه الباطني والإشاري للقران الكريم بين الصحة والفساد

 الاتجاه الباطني، والإشاري،للقران بين الصحة والفساد

اعداد:  عبد الله الثقافي البلنوري

لا شك أن القرآن بحر لا ساحل له ما احاط بعمقه وطوله أحد من البشر "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاءالله طائفة نزلت في القران اغترفوا  حسب شبكتها فاصحاب الشبكة الفقهيةاخرجوا المساءل الفقهية وأصحاب الشبكة البلاغيية والبيانية والنحوية والصوفية والسيكولجية والكونية والارضية والطبية والعلمية وغيرها من الأفكار المختلفة أيضا اسنبطوا منه مايسرلهم "كل في فلك يسبحون"لكن شبكتهم كانت محدودةلذالك ما استطاعوا لهم  لاحاطة  المعلومات المتعلقة بافكارهم أيضا  كمافسرالمفسرون قول الله تعالي

أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) قال ابن عباس رضي الله عنه : ( أنزل من السماء ماء ) قال : قرآنا ( فسالت أودية بقدرها ) قال : الأودية : قلوب العباد ). تفسير القرطبي 9/259 

وقال ابن كثير 2/668 في تفسير ( فسالت أودية بقدرها ) : ( هو إشارة إلى القلوب وتفاوتها فمنها ما يسع علما كثيرا ومنها من لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها 

وقال ابن القيم ايضا في إعلام الموقعين 1/354 : ( والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص وأن منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين , ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك , ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره)

نتيجة لمحاولة العلماء شهدالعالم كثيرا من الكتب  فقها وعقيدة واصولا وكذاوكذا لذا بينوا  في مقدمة كتبهم استمداده من القرآن والسنة  



ومن بين مصنفاتهم التفسير الاشاري والصوفي أو الباطني التفسير الإشاري أو التفسير بالإشارة ويسمى أيضا التفسير الصوفي أو التفسير الفيضي، هو نوع من تفسير القرآن الكريم ينسب إلى نمط مُعَيَّن من الفهم، وهو فهم المعاني التي قد لا تظهر لأوَّلِ وهلة وإنَّما تحتاج لتَدَبُّر وتأمُّل، وهذه المعاني تكون من إشارات الآيات وتظهر لأرباب السلوك وأولي العلم  لكن بعض الناس يخوضون في هذ النوع رغم انهم غير مؤهلين فهم ينكرون ظواهر القرآن ويفسرون القرآن بم تسول أنفسهم وقد وصف الإمام الغزالي رحمه الله اخلاقهم في كتابه المشهور "فضاءح الباطنية" في الباب الرابع

«أمـا الجملة، فهو مذهب ظاهـره الرفض، وباطنه الكفر المحض ومفتتحـه حصر مدارك العلوم في قول الإمـام المعصوم، وعزل العقول عن أن تكون مدركـة للحق لما يعتريها من الشبهات، ويتطرق إلى النظار من الاختلافات وإيجاب لطلب الحق بطريق التعليم والتعلـم،  وحكم بأن المعلم المعصـوم هو المستبصر، وأنه مطلع من جهة الله على جميع أسرار الشرائح، يهدي إلى الحق ويكشف عن المشكلات، وأن كل زمان فلا بد فيه من إمـام معصوم، يرجع إليه فيما بينهم من أمـور الدين، هـذا مبدأ دعوتهم ثم أنهـم بالآخـرة يظهرون ما يناقض الشرع ، وكأنه غايـة مقصدهم لأن سبيل دعوتهم ليس بمتعين في فـن واحد، بل يخاطبون كل فريـق بما يوافق رأيه ، بعـد أن يظفروا منهم بالانقياد والمـوالاة لإمامهـم فيوافقـون اليهود والنصارى والمجـوس على جملـة معتقداتهم ويقرونهم عليها »(ص/٤٣

وقد أورد العلماءاراءهم الفاسدة 

  لأتمت إلى ألفاظ القرآن بصلة ما، ففي تفسير قوله تعالى:(اهدنـا الصراط المستقيم )، قال ابن حيون الباطني الإسماعيلي، «والمراد منها الإمام»(اساس التءويل ١٥

وفي قوله تعالى : ( والنـا له الحديد)، قال: أي سهلنـا له صعب الكلام (اساس التءويل     ٢٥٣، وفي قوله تعالى: ( ولها عرش عظيم)، قال: أي دعوة كبيرة (، وفي قوله تعالى: (اذهب بكتابي هـذا فالقه إليهم)، قال: الكتاب الرسول ومن أقامه مقامه وفي قوله تعالى: (ولقد أتيناك سبعا من المثاني)، قال: يعني الأئمة السبعة ، وفسروا السموات في قوله تعالى: (لله نور السموات والأرض) بأنها النطقاء والأسس والأئمـة والحجج الذيـن هم سموات الدين وأرضها ، وفسروا ليلة القـدر بأنها مثل على فاطمـة رضي الله تعالى عنهــــا وفسروا قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منهـا زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء) بأن المـراد بالنفس الواحـدة ها هنـا الناطق صلوات الله عليه، وخلق منها زوجها يعني الوصي عليـه السلام المزاوج له في الدين وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، يعني حدودا مقيديـن بمنزلة الرجال ومستفيديـن بمنزلة النساء قال النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى آله  «أنـا وأنت يا علي ابوا المؤمنين».

وقالوا: (ويسألونك عن القرنيين ) هو مولانـا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه

وقال أبو يعقوب الإسماعيلي الباطني صاحب كتاب الرضاع «اعلم أن كل ما ورد عليك من كتاب الله عز وجل من ذكر الجنات والأنهار والنخيل والأعنـاب والزيتون، والرمان، والتين، وجميع الشهوات وما شاكلتها ، فهـو دال على الأئمـة عليهم السلام ثـم على الحجج ثـم على الدعـاة على المستجيب البالغ  ( اساس التءويل  ٢٥٣)

وصنف الامام الغزالي رحمه الله  في الرد على الباطنية خمسة كتب، ضاع اثنان منها وبقي ثلاثة: "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية"، "القسطاس المستقيم"، "حجة البيان".

قال القاضي ابن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" أن الباطنية تحزبت إلى قلعة أصبهان وثارت في الجبل حتى بلغت همدان، ودعوا إلى الجدال، فأرسل الخليفة إلى الغزالي فصنف له كتابا سماه "حجة الحق في الرد على الباطنية" باللغة العجمية، ثم كلفه الخليفة أن يضع له في ذلك شيئا، فأرسل إليه كتابا سماه "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية".

وقد ذكر الغزالي ذلك بعد تردده وتحيره في الرد على الباطنية، لأن هذا الرد يستوجب منه تعيين عقائدهم وتصنيفها، وقد ذكر في "المنقذ من الضلال" ذلك:

فجمعت تلك الكلمـات ورتبتها ترتيبـا محكمـا مقـارنا للتحقيق، واستـوفيت الجــواب عنها،حتـى أنكر بعض أهـل الـحق مبالغتـي فـي تقرير حجتهم، فقال هذا سعي لهـم، فـإنهم كانوا يعجزون عن نصرة مذهبهم بمثـل هذه الشبهـات لـولا تحقيقك لهـا، وترتيبك إيـاهـا انظروالتفاصيل في كتابه "فضاءح الباطنية"

. وأما أصحاب الإشارات؛ فإنهم كما قال أبو بكر بن العربي في كتابه" العواصم والقواصم" جاءوا بألفاظ الشريعة من بابها، وأقروها على نصابها .. لكنهم زعموا أن وراءها معاني غامضة خفية وقعت الإشارة إليها من ظواهر هذه الألفاظ، فعبروا إليها بالفكر، واعتبروا منها في سبيل الذكر.

فأصحاب الإشارات لا ينفون- كما ينفي الباطنية وأذنابهم- المعنى الذي يدل عليه اللفظ العربي من نحو الأحكام، والقصص، والمعجزات .. وإنما يقولون:

إنهم يستفيدون من وراء تلك المعاني، وعلى طريق الاعتبار، معاني فيها موعظة وذكرى. لكن للتفسيرالاشاري شروط وضوابط التي صرح العلماء في كتبهم كما

نظرا الي ذالك اريد ان ا سلط الضوء في هذه المسألة اولا :التعريف

ثانيا :الدلاءل من القرآن والسنة 

ثالثا: اقوال العلماء

رابعا:المؤهلات 

خامسا:الجاءز والممنوع 

وقال  محمد عبد العظيم الزرقاني بقوله:

"هو تأويل القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف ويمكن الجمع بينها وبين الظاهر والمراد أيضا"ن

مناهل العرفان للزرقاني 2/56.

". ولا يرى الصوفي أن التفسير الإشاري هو كل ما تحتمله الآية من المعاني، بل يرى أن هناك معنى آخر تحتمله الآية بعد المعنى الظاهر الواضح سادسا الامثلة

وحجية تفسير الاشاري كماقال بعض العلماء قول الله تعالي : (فَمَالِ هاؤلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)[1] وقوله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً)[2] وقوله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)[3].

فهذه الآيات كلها تشير إلى أن القرآن له ظهر وبطن بحسب حجتهم. وذلك لأنّ الله تعالى حيث ينعى على الكفار أنهم لا يكادون يفقهون حديثاً، ويحضهم على التدبر في  آياته.

لا يريد بذلك أنهم لا يفهمون نفس الكلام، أو حضهم على فهم ظاهره، لأن القوم عرب ونزل بلغتهم، والقرآن لم يخرج عن لغتهم فهم يفهمون ظاهره بلا شكّ.

بل أراد بذلك من أنهم لا يفهمون عن الله مراده من الخطاب، وحضَّهم على أن يتدبروا في  آيات القران حتى يقفوا على مقصود الله ومراده، وذلك هو الباطن الذى جهلوه ولم يصلوا إليه بعقولهم والله أعلم 

وأما حجتهم في ما روي في السنة فذلك في الحديث الذى أخرجه الفريابي من رواية الحسن مرسلاً عن رسول اللهJ أنه قال: لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع.

وكذلك في الحديث الذى أخرجه الديلمي من رواية عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً إلى رسول اللهJ أنه قال: القرآن تحت العرش، له ظهر وبطن يُحاج العباد.

ففي هذين الحديثين تصريح من أن القرآن له ظهر وبطن. كمابحث الإمام السيوطي رحمه الله في الاتقان     والباقي في المقالة الثانية

إرسال تعليق

0 تعليقات