فضيلة الشيخ حسين الأستاذ البَطَنِلَمِي منبر التواضع

   


اعداد : عبد الله الثقافي البلنوري

اليوم (29 من ربيع الآخر) هو يوم وفاة الشيخ المرحوم حسين الأستاذ البَطَنِلَمِي، العالم الجليل، وعضو مجلس الشورى المركزي لجمعية العلماء بولاية كيرالا، وأحد كبار المدرسين في جامعة مركز الثقافة السنية، والمشرف العام على جماعة مسجد بطنلم، وغير ذلك من المناصب العلمية والإدارية التي شغلها خلال حياته المباركة.


كان الأستاذ مثالًا واضحًا للحديث القائل: "كلما ازداد الإنسان علمًا ازداد تواضعًا." فقد كان التواضع عنوان حياته، إذ كان يسافر يوميًا من بطنلم إلى الجامعة المركزية بالعربة العامة (الباص)، رغم أن الجامعة كانت تعرض عليه مرارًا أن توفر له سيارة خاصة، لكنه كان يرفض ذلك تواضعًا وزهدًا. بل إن الحافلة التي كان يركبها كانت تنتظره أحيانًا في الموقف إن تأخر قليلًا عن الحضور. ولم يركب سيارة المركز أو سيارات المنظمين إلا نادرًا جدًا عند الضرورة.


وكان – رحمه الله – إذا نزل من الحافلة وسار إلى مبنى المركز يصعد الدرج بنفسه رغم تقدّمه في السن (إذ لم يكن آنذاك مصعد في المبنى)، وإذا أسرع الطلاب نحوه ليعينوه على الصعود، قال لهم بلطف: "دعوني أمشي وحدي."


بدأ الأستاذ طلب العلم في الخامسة من عمره، وتخرج في السابعة والعشرين من عمره في الجامعة النورية في باتّيكّاد حائزًا المرتبة الأولى. وكان من أبرز شيوخه: الشيخ واهود بوكّرُتّي المُسْليار، والشيخ أندون عبد الله المسليار، وشمش العلماء إ. ك. أبو بكر المسليار، والشيخ كوتومل أبو بكر المسليار، رحمهم الله جميعًا.


وقد دعاه فضيلةالشيخ . أبو بكر احمد إلى الالتحاق بالمركز بعد أن كان مدرسًا في حلقة علمية ببلدة برمبث كاويل. وتتلمذ على يديه أكثر من ثمانية آلاف طالب من خريجي الثقافة السنية حتى تكوّن من طلابه جيل من العلماء الكبار. وكان من أهم الدروس التي يدرّسها في المركز شرح كتاب "تحفة المحتاج" ابن حجر الهيتمي الشافعي، وكان يُعرف بأسلوبه الجميل ولغته الرقيقة وبشاشته الدائمة، فكان ينادي طلابه بحب ولطف، ويشرح الكتب بعمق ودقة وبحث متقن. وإذا سُئل عن مسألة، أجاب بابتسامة هادئة ونظرة رحيمة، تسرّ السائلين والمستمعين.


كان الأستاذ نعمة عظيمة للمركز، وكان المركز أيضًا نعمة له. وكم كان جميلًا سماع صوته وهو يناديني دائمًا بلقب "ملياما وكان زميلا لوالدي ايضا عند الشيخ عبد الله مليار اندونا


وعند وفاته، احتشدت جموع غفيرة من أنحاء كيرالا وكَرْنَاتَك وتَمِيل نَادُو وغيرها في مسقط رأسه بطنلم لتشييعه. وكان وجهه – رحمه الله – مشرقًا كما كان في حياته بابتسامته اللطيفة المضيئة.

إرسال تعليق

0 تعليقات