قتل الأبرياء في البلاد الإسلامية وظلم الحكام ومستقبل العالم


 في السنوات الأخيرة، أصبحت مشاهد القتل والدمار في العديد من البلدان الإسلامية مألوفة ومحزنة في آن واحد. تكررت المآسي، وامتزجت فيها الدماء البريئة بتراب الأرض، في مشاهد تنقلها الشاشات يوميًا من فلسطين، سوريا، اليمن، العراق، والسودان وغيرها. كثير من هذه الأرواح التي أُزهقت كانت لأبرياء: أطفال، نساء، وشيوخ لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في أرض تمزقها الصراعات السياسية والطائفية.

قتل الأبرياء: جريمة في حق الإنسانية والدين

الإسلام، دين الرحمة، يُحرِّم قتل النفس بغير حق، ويعتبرها من أعظم الجرائم. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (سورة المائدة: 32). ورغم وضوح هذا التشريع، نجد اليوم جماعات وأنظمة تتخذ الدين غطاءً لتبرير القتل والدمار.

ظلم الحكام: بين الاستبداد والفساد

في قلب هذه المآسي تقف أنظمة حكم فاسدة، لا تعبأ بمعاناة شعوبها، بل تسعى لتثبيت عروشها ولو على حساب الأرواح. حكام يسجنون معارضيهم، يقمعون حرية التعبير، ويسخرون مقدرات الشعوب لصالح القلة المقربة. الظلم الذي يمارسه بعض هؤلاء الحكام لا يقتصر على القتل، بل يشمل التجهيل، التفقير، وغياب العدالة.

هذا الظلم أدى إلى كوارث اجتماعية واقتصادية، ودفع كثيرًا من الشعوب إلى الهجرة، أو اليأس، أو الانجرار نحو العنف، مما زاد من تعقيد الأوضاع.

مستقبل العالم: إلى أين؟

أمام هذه الصورة القاتمة، يُطرح سؤال مهم: إلى أين يتجه العالم؟ هل إلى مزيد من الدمار والصراعات، أم أن هناك بصيص أمل في الأفق؟

الإجابة مرهونة بوعي الشعوب، وبقدرتها على المطالبة بحقوقها بطرق سلمية، وبتكاتف المجتمع الدولي من أجل محاسبة الظالمين وإنهاء النزاعات. كما أن العالم بحاجة إلى إصلاحات عميقة في منظومته السياسية والاقتصادية، تضمن العدالة والمساواة بين جميع البشر، بعيدًا عن المصالح الضيقة.

قتل الأبرياء وظلم الحكام جرح غائر في قلب الأمة الإسلامية، ولكن الأمل لا يزال ممكنًا. فكما أن الظلام لا يدوم، فإن الشعوب التي تنشد العدالة والسلام قادرة، بوعيها وصبرها، أن تغيّر مجرى التاريخ وتبني مستقبلًا أكثر إشراقًا.

إرسال تعليق

0 تعليقات