ماليزيا/كولالمبور
بدأت في ماليزيا فعالياتُ مجالس السماع الحديثية لعام 2025، في أجواء علمية وروحية مهيبة، حيث انطلق يوم الأربعاء الموافق التاسع عشر مجلسُ سماع صحيح مسلم بحضور ثلّة من العلماء وطلبة الحديث من مختلف الدول الإسلامية، في مشهد يعكس حيوية الحركة الحديثية في جنوب شرق آسيا.
وقد افتتح وزير الأوقاف الماليزي أعمالَ المجلس رسميًا، مؤكدًا حرص الحكومة الماليزية على دعم الأنشطة العلمية التي تُعنى بخدمة الحديث الشريف، وتعزيز التواصل بين العلماء والمشتغلين بالسنة النبوية، مشيرًا إلى أنّ هذه المجالس أصبحت معلمًا سنويًا تتشرف به البلاد وتفاخر به على المستوى العالمي.
وفي يوم الخميس الثامن والعشرين تُعقد جلسةُ الختام برئاسة مفتي الديار الهندية فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد بعد صلاة المغرب، حيث يُختَم المجلس وسط حضور واسع من طلبة العلم، مع إتاحة الفرصة للراغبين في نيل الإجازة الحديثية بالسند المتصل. ويُعدّ حضور مفتي الهند في رئاسة الختام حدثًا لافتًا لما له من مكانة علمية بارزة ومشاركة دولية ممتدة في خدمة الحديث الشريف.
كما يشهد قصر السلطان بولاية ترنغانو الماليزية افتتاحَ مجلس صحيح البخاري، وهو من أبرز المجالس الحديثية التي تُعقد هذا العام، ويترأسه كذلك مفتي الديار الهندية، في تقليد علمي راسخ يربط بين المدارس الحديثية في العالم الإسلامي. ويمنح المجلسُ الإجازة التامة للحاضرين وفق الأصول العلمية الدقيقة التي سار عليها الأئمة عبر العصور.
قائمة المُسنِدين المشاركين لعام 2025
أعلنت اللجنة المشرفة أسماء العلماء والمُسنِدين المشاركين في هذه الدورة، وهم من كبار أهل الرواية وعلوّ الأسانيد:
🇮🇩 الشيخ نور الدين مَرْبو البنجرِي المكي (شيخ المجلس)
🇧🇭 الشيخ الدكتور ناجي راشد العربي
🇪🇬 الشيخ الدكتور أحمد ممدوح سعد
🇲🇾 الشيخ حسين عبد القادر اليوسفي
🇲🇾 الشيخ حسnul حزام بن حمزة
🇾🇪 الشيخ نياز بن أحمد العدني
🇹🇳 الشيخ عصام السبوعي المالكي
🇾🇪 الشيخ الدكتور ياسر العدني الشَّهيري
ويمثل هؤلاء المشايخ نخبةً من أهل الإسناد الذين جمعوا بين الرواية والدراية، ويمتازون بعلوّ السند، وثبات الأداء، ودقة النقل، مما يضفي على هذه المجالس قيمةً علمية رفيعة.
حدث علمي وروحي فريد
تحوّلت هذه الفعاليات في السنوات الأخيرة إلى محطة مركزية لطلبة الحديث في آسيا والعالم، إذ تتيح لهم:
الاستماع المباشر لقراءة صحيح مسلم وصحيح البخاري من أفواه كبار المُسنِدين.
الحصول على الإجازات الحديثية المعتبرة لدى أهل الفن.
التعرّف على أعلام الإسناد وتقاليدهم العلمية.
إحياء سنة الرواية بالسماع التي مثّلت رافدًا أساسيا في منهج الأئمة والمحدّثين.
توسيع جسور التواصل بين المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي.
وتؤكد اللجنة المنظمة أنّ هذه المجالس لا تُعدّ مجرد مناسبات علمية فحسب، بل هي ملتقيات حضارية تعيد للأمة شيئًا من ألقها العلمي، وتسهم في ترسيخ منهج التلقي الصحيح، وربط الأجيال المعاصرة بسلسلة العلماء المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
البلنوري/قسم الإعلام جامعة مركز







0 تعليقات