عبد الله الثقافي الهندي
رغم التحالف العسكري والسياسي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وما خلّفه من دمار واسع في قطاع غزة، فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس قدرتها على الصمود وإحداث تحوّل في مسار الأحداث الإقليمية والدولية.
فشل الأهداف العسكرية الإسرائيلية: على الرغم من العمليات المكثفة، لم تتمكن إسرائيل من تحرير الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، كما لم تحقق هدفها المعلن بالقضاء على حماس في فترة وجيزة.
تحوّل استراتيجي: بعد مرور ما يقارب عامين، اضطرت إسرائيل والولايات المتحدة إلى طرح مبادرات سياسية والتفكير في مسارات تفاوضية، بعدما كان الحديث يقتصر على الحسم العسكري.
القضية الفلسطينية إلى الواجهة: عملية السابع من أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية إلى الاهتمام العالمي، وأسهمت في اعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين، كما جعلت القضية محور نقاش لدى الأجيال الجديدة في العالم العربي.
انعكاس على السياسات العربية: دفع تطور الأحداث الحكومات العربية إلى تأكيد مواقفها أمام شعوبها بعدم إمكانية إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
إرباك للمواقف الدولية: إسرائيل التي توقعت عزلة المقاومة فوجئت بواقع جديد، حيث اضطرت قوى دولية كبرى إلى التعامل مع حماس كطرف في المعادلة، فيما بات واضحًا أن أي حل لا يمكن فرضه من جانب واحد.
إن ما يحدث اليوم يمثل تحولًا تاريخيًا، حيث انتقلت غزة من موقع المتلقي للضغوط إلى موقع الفاعل السياسي الذي يفرض شروط الحوار. وقد أكدت حركة حماس استعدادها للتخلي عن الحكم متى تحققت الدولة الفلسطينية، باعتبار أن وجودها ارتبط بمهمة التحرير أساسًا.
: لقد أثبتت غزة، رغم المجازر والدمار، أن إرادة الشعوب أقوى من الجيوش، وأن القضية الفلسطينية باقية في وجدان الأمة والمجتمع الدولي حتى يتحقق العدل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

0 تعليقات