جامعة مركز/ كيرلا/ الهند
في خطوة نوعية لتطوير التعليم، عقدت جامعة مركز ملتقى شاملًا للمدرسين الذين يدرّسون طلبتهم في رحاب الجامعة، حيث ناقش الحاضرون المنهج الجديد ومتطلبات التعليم في ضوء التحديات المعاصرة. وركّز الملتقى على أهمية تحديث المناهج والأساليب التعليمية، مع التأكيد على الجمع بين الموروث العلمي القيم والابتكارات الحديثة.
وافتتح الملتقى مفتي الديار الهندية، فضيلة الشيخ أبو بكر قائلاً: "يجب أن يكون المدرسون قادرين على مواكبة متطلبات العصر ومواجهة تحدياته، وأن يكونوا مؤهلين لتدريس جميع الكتب، سواء تعلموها أم لا. ويجب أن يصلوا إلى درجة من الكفاءة تجعلهم قادرين على قول: 'يمكنني تدريس جميع الكتب' بكل عزم وثقة، وليس بفخر."
وألقى رئيس الجامعة، الدكتور عبد الرحمن الفيضي، كلمة ترحيبية أشاد فيها بمكانة الجامعة بين المؤسسات التعليمية العالمية، موضحًا أنها تسعى لأن تكون مركزًا للابتكار والتجديد في التعليم. وأكد فضيلته على أن التعليم في عصرنا يتطلب رؤية شاملة، حيث لا يمكن لأي جامعة أن تحقق التقدم دون أن تدمج بين العلوم التقليدية والأساليب العصرية. وأكد أن نجاح الجامعة في المنافسة العالمية يعتمد على مدى قدرتها على تقديم مناهج تعليمية متطورة تلبي احتياجات الطلبة وتطلعاتهم.
وقد أشرف على الملتقى رئيس جمعية أهل السنة في كيرلا، فضيلة الشيخ سليمان مسليار، الذي ألقى كلمة مميزة ركّز فيها على دور المدرسين في تحقيق جودة التعليم. وصرّح فضيلته: "يجب أن يكون العالم المدرس محققًا، لا ناقلًا لما في الكتاب بقراءة سطحية فقط. لا بد من التعمق والتحقيق قبل تقديم العلم للطلبة." وأشار إلى الحاجة الماسة للمطالعة والتحضير قبل التدريس، حيث إن ذلك يساهم في تسهيل العملية التعليمية وتجنب الوقوع في التناقضات. وأضاف: "إذا لم يطالع المعلم بشكل كافٍ، فإنه قد ينقل ما يخالف البحث الأولي عند ختام درسه، مما يزيد الملل والارتباك لدى الطلبة."
كما أضاف فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الأزهري إلى النقاش، مشيرًا إلى أهمية الذكاء الاصطناعي ودوره القيادي في العالم المعاصر. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعّالة في التعليم، بل وحتى في المجالات الشرعية مثل الفتوى والاستجابة للأسئلة الشرعية، مما يعزز من دقة وسرعة الوصول إلى المعلومات.
وفي جانبه، تناول نائب رئيس الجامعة، الدكتور حسين الثقافي، أهمية الجمع بين "القديم الصالح والجديد النافع"، حيث قال إن التعليم لا ينبغي أن يتوقف عند حدود التراث، بل يجب أن يستلهم منه لتطوير منهجيات حديثة تناسب التغيرات المتسارعة في المجتمع. وأوضح فضيلته أن العالم اليوم يشهد ثورة معرفية وتكنولوجية تتطلب إعادة التفكير في أهداف التعليم وطرقه. وأضاف: "التعليم ليس وسيلة للحصول على الشهادات فقط، بل هو رحلة لبناء شخصية الطالب وتحقيق انسجام بينه وبين مجتمعه." وأكد على ضرورة أن تكون المناهج مرنة وقادرة على تلبية حاجات الطلبة المتنوعة، مع تعزيز روح البحث العلمي والإبداع لديهم.
وتحدث عميد كلية الشريعة، عبد الجليل الثقافي الجيروشولي، عن الدور الحيوي للأساتذة في ترقية الطلبة علميًا وأخلاقيًا، مشددًا على أن دور المعلم يتجاوز مجرد نقل المعرفة إلى بناء شخصية الطالب وتحفيز تفكيره النقدي. وقدم الشيخ مجموعة من النصائح لتحسين العملية التعليمية، شملت:
إخلاص النية في التعليم والتعلم: شدد على ضرورة أن يكون قصد المعلم والمتعلم موحدًا، حيث يسعى كلاهما لتحقيق العلم كوسيلة لرضا الله وخدمة المجتمع.
تنظيم المناهج التعليمية: أشار إلى أهمية ترتيب المواد الدراسية بشكل متسلسل، بحيث يتدرج الطالب من دراسة النحو والصرف إلى التفسير والفقه بشكل منطقي.
إتمام تدريس الكتب الأساسية: أكد على ضرورة تدريس كتب مثل "ألفية ابن مالك" و"فتح المعين" بشكل كامل مع شرحها المفصل، وعدم الاكتفاء بقراءة الأبيات أو الأجزاء.
التركيز على عمق التخصص: دعا إلى دراسة كتاب أو كتابين على الأقل في كل علم بشكل شامل، مثل "شرح التهذيب" و"تصريح المنطق" في المنطق، و"جمع الجوامع" في أصول الفقه.
التوسع في دراسة العقيدة وأصول الدين: أكد على أهمية دراسة العقيدة بعمق، بما يتناسب مع وقت الطالب، لتحقيق الفهم الدقيق للعقيدة الإسلامية.
تكريم الطلاب المتفوقين: شدد على ضرورة تكريم الطلاب الذين يحققون التفوق في العلوم الدينية على غرار ما يتم في العلوم الدنيوية، لتعزيز اهتمامهم بالعلم الشرعي.
تعزيز حب العلم لدى الطلبة: وذلك من خلال أساليب تعليمية حديثة تجمع بين التبسيط والتشويق.
وقد أكد الملتقى على ضرورة رعاية مواهب الطلبة وتوجيههم نحو تحقيق أهدافهم العلمية والعملية. وأوصوا المعلمين بأن يكونوا قدوة حسنة للطلبة في الإخلاص والعمل الجاد، مع العمل على تقريب المعلومات إلى أذهانهم بطرق مبسطة وسلسة.
قسم الإعلام جامعة مركز
0 تعليقات