ندوة أكاديمية بجامعة مركز
كاليكوت / كيرلا – الهند
عقدت "كلية الدراسات الإسلامية" بجامعة مركز الثقافة السنية ندوة أكاديمية حول "الإمام الشافعي: حياته ونهضته"، وأكدت الندوة على أن جهوده كانت مضيئة في تطوير الفهم القرآني ونشره. وخصص الإمام الشافعي فترة طويلة من عمره المبارك لتدبر القرآن ودراسته، وقد أدَّى تدبره هذا إلى ملكة استنباط الأحكام، فاستنبط مسائل من القرآن لم يهتدِ إليها أحد من قبله. من بين المسائل المستجدة والأصولية التي استنبطها الإمام الشافعي من القرآن الكريم كانت مسائل لم يسبق إليها أحد، وكان له الفضل السبق في هذا المجال. وقال الإمام الشافعي: "جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة، وجميع شرح السنة شرح للقرآن"، وأضاف قائلاً: "جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن."
وقد افتتح الندوة فضيلة الأستاذ "محمد عبد الرحمن الفيضي"، رئيس الجامعة، الذي صرح بأن الإمام الشافعي هو فقيه الملة وناصر السنة، ومجدد القرن الثاني، الذي حاز على المراتب العالية وفاز بالمناقب السامية. وأوضح فضيلته أن الإمام الشافعي كان مرجع أهل العلم في زمانه ومن بعده، وملأ الدنيا علماً واجتهاداً، وجمع حوله أفذاذ طلاب العلم في مكة ومصر والعراق. كما امتلأت القلوب بحبه وإجلاله والاعتراف بإمامته. وكان الإمام الشافعي آية في دقة الاستنباط، وإقامة الحجة، وقوة البرهان، كما كان ذا فصاحة وبلاغة وبيان وحسن أدب، وجمع بين فقه الحجازيين والمصريين والعراقيين.
ودعا فضيلته جميع طلبة الجامعة إلى المحاولة الجادة لتحمل التحديات الموجهة إلى الإسلام ورجاله، وأهمية تعزيز المعرفة الإسلامية في مواجهة تلك التحديات.
وقام طلبة الجامعة بتقديم مقالات حول مواضيع متنوعة تتعلق بالإمام الشافعي، مثل: "مناظرات الإمام الشافعي"، "مصنفات الإمام الشافعي"، "النهضة التي قادها الإمام الشافعي"، و"خدمات الإمام الشافعي". وقد شارك في تقديم المقالات كل من: سلمان أيكرا، فدي محمد سنان، أبو بكر نووي، ومحمد سعد.
كما قام "مفتي الديار الهندية، فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد"، بتسليط الضوء على قدرة الإمام الشافعي في مختلف المجالات، وأوضح فضيلته أن الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وإمام في علم التفسير وعلم الحديث. وكان معروفًا بالعدل والذكاء، بالإضافة إلى فصاحته وشاعريته وكونه رامياً ماهراً ورحالاً مسافراً. وقد أثنى العلماء عليه كثيرًا، حتى قال فيه الإمام أحمد: "كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية."
ويُعد الإمام الشافعي أول من دوّن كتابًا متكاملاً في علم أصول الفقه، وذلك في كتابه الشهير "الرسالة". كما دوّن كتبًا أخرى مثل "الحجة"، وهو الكتاب الفقهي الذي كتبه أولاً في العراق.
وقد شارك في الندوة كل من: فضيلة الأستاذ محي الدين السعدي، عميد كلية الدراسات الإسلامية، وفضيلة الأستاذ عبد الله الثقافي، عميد كلية أصول الدين ومنسق الندوات في الجامعة.
قسم الإعلام - جامعة مركز الثقافة السنية
0 تعليقات