إعداد عبد الله الثقافي البلنوري الهندي
قد شهدت ساحة الجامعة لاستقبال عدة طوائف الضيوف من البلاد المختلفة عربا وعجما، وجدير بالقول إن اكثر الضيوف قدموا إلى المركز لزيارة فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد وللمشاركة في محاضرة البخاري للشيخ وقبول الإجازة منه. وعن قريب وصل إلى رحاب الجامعة ضيف من داغستان لزيارة علماء مليبار خاصة الشيخ أبي بكر أحمد وهو شافعي المذهب يدرس فتح المعين في داغستان.
اسمه الكامل عبد الله بن مرتضى علي يعقوبوف، الأرغواني الداغستاني.تخرج من جامعة الإمام الأشعري سنة ٢٠٠٨، ثم التحق لمواصلة طلب العلم بدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامية في فرعها بدمشق الشام، وتخرج في سنة ٢٠١١،
ومن المشايخ الذي درس عليهم:
١- السيد الشريف محدث الديار الشامية الدكتور بسام عبد الكريم الحمزاوي رئيس مركز علوم الحديث التي لها عدة فروع في العالم الإسلامي
٢- الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي رحمة الله عليه.
٣- الشافعي الصغير فقيه الديار الشامية: الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا حفظه الله، وأجاز لي بالمذهب الشافعي وبالتأليف فيه
٤- الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي رحمة الله عليه .
٥- المفسر اللغوي الأستاذ الدكتور أيمن عبد الرزاق الشوا.
٦- الجامع المفسر طبيب القلب والروح ومرجع الحنفية في الديار الشامية الدكتور محمد سامر النص.
ولسبب الأحداث المعروفة في الشام اضطر لمغادرتها والانتقال إلى لبنان
ثم في سنة (٢٠١٢) التحق بجامعة أريس الأمريكية في فرعها ببيروت لبنان ونوقشت الرسالة تحت عنوان: (الفتاوى الشاذة، المعايير والضوابط)،
وفي نفس السنة سجل في الدكتوراه في جامعة اتحاد الجامعات الدولية في كلية الفقه وأصوله والقانون، وانتقل إلى قاهرة مصر للتلقي من علمائها ولكتابة رسالة دكتوراه،
فمن المشائخ الذين درس عندهم
١- محدث الديار المصرية صاحب تحقيق الأم والمسند للشافعي الأستاذ الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب حفظه الله
٢- محدث الديار المصرية الأستاذ الدكتور أحمد عبد الكريم معبد
٣- النوي اللغوي: الشيخ علي صالح
وغيرهم
وجلس في مصر يحضر دروسهم وفي سائر الأوقات يكتب الرسالة: وكان عنوان الرسالة: (المدخل إلى فقه الإمام الشافعي كتاب الأم نموذجا)،
والرسالة عبارة عن المسائل التي عد ابن حجر والرملي والشربيني نص الشافعي غير معتمد عليه في المذهب، فجمعت مائة مسألة من تحفة المحتاج ومغني المحتاج ونهاية المحتاج ودرستها وبينت في كل مسألة سبب رد الأصحاب نص الشافعي معه أنه جديد ومنصوص عليه في الأم، وتحصل على درجة (الامتياز) واكتسب إعجاب المناقشين،
ومن سنة ٢٠١٥ إلى يومنا أستاذ جامعي ، في اختصاص الأصول والفقه والحديث ،
واعرب عن إعجابه وفرحه باالمشاركة في محاضرة صحيح البخاري لفضيلة الشيخ ابي بكر احمد وباخذ الإجازة منه وو صف إن فضيلة الشيخ عالم علما وعملا وتربية بعد مارجعت الي بلادي ساكتب عن الشيخ بشكل تام , وهو يقول في صفحته الرسمية عن زيارة الهند علي وجه الخصوص عن زيارة جامعة مر كز الثقافة السنية وبانيها
بفضل الله تعالى وتوفيقه زرت جامعة (مركز الثقافة السنية) في كاليكوت الهند، تحت رئاسة سماحة مفتي الهند سلطان العلماء الشيخ أبوبكر أحمد حفظه الله تعالى وأتاحوا لي فرصة لإلقاء محاضرة عن مكانة فتح المعين والنقاط التي يجب أن ينتبه إليها الطالب ، فكانت خلاصة المحاضرة: ضرورة تركيز المدرس على أربع نقاط أساسية:
١- ضرورة التركيز على تحليل العبارات، قَسم الكتاب على الساعات والساعات على الصفحات جريمة ، لا بد من شرح الكتاب مع تحليل الجمل والعبارات تحليلا دقيقا، مهما أخذ من الوقت. هنافك بعض العبارات سهلة، ويأخذ عدة صفحات في درس واحد، وعبارات صعبة ربما تستفرغ الحصة تحليل جملة واحدة، فلذلك لا بد أن يعطي لكل ذي حق حقه.
ومن تحليل العبارات تصوير المسألة تصويرا واضحا مع الأمثلة المعاصرة، بعيدا عن المسائل التي أكلت عليه الدهر وشربت.
٢- ضرورة التركيز على أدلة الأحكام ، مع الاعتناء الشديد بمعاني النصوص، إذ حفظ الحديث دون إدراك معناه لا يفيد، وأحسن كتاب في هذا الباب كتاب (تحصين المآخذ) للإمام الغزالي.
٣- ضرورة الاعتناء ببيان المعتمد في مسائل الخلاف التي أثبتها المؤلف، مثل مسألة هبة الدين، قال النوري في المنهاج : (هبة الدين لمدينه إبراء، ولغيره باطل)، وبدلها الشيخ في المتن وقال: (هبه الدين لمدينه إبراء، ولغيره صحيحة)، ثم ذكر اختلاف المتأخرين في المسألة، ففي فتح المعين قرابة مائة مسألة مثل هذه، فعلى المدرس شرح ذلك مع بيان المعتمد في مدرسة الشيخ زكريا الأنصاري، فإن لم يبين ذلك يكن الطالب مشتت البال ولا يدري فائدة الخلاف.
٤- ضرورة الاعتناء ببيان اصطلاحات الكتاب، لأن لكل كتاب خاصيته وميزاته، واصطلح الأصحاب على كلمة واحدة ليعبر عن قاعدة يستغرق شرحها عدة صفحات، فمن لم يعرف هذه الاصطلاحات فكيف يتصدى للتدريس، وكيف يتصدى للتحقيق، وهي مثل الفروق بين كل من :
(قال) و(صرح) و(أفتى) و(بحث)و(وقع).
فيأتي واحد غير متقيد بالمذهب الشافعي ويحقق الكتاب على مذهب الشافعي لأنه يتقن عملية التحقيق أو هو عارف بمذهبه ، مثله مثل طبيب حيوانات يداوي البشر؛ لأنه طبيب، والمثل يقول: (كله عند العرب صابون).
وبا الإضافة الي ذالك إنه يهتم بفتح المعين وسافر عدة بلاد وجمع عدة نسخ لفتح المعين وهو صرح عن اهتمامه بفتح المعين قائلا للطلبة والاساتذة
قصتي مع فتح المعين لمن يهمه الأمر:
كلفت بتدريس فتح المعين في جامعة الإمام الأشعري بمدينة العلم سنة: (2017م) بداغستان، وكانت في السوق آنذاك ثلاث نسخ محققة ومطبوعة من دور شامية،
الأولى: نسخة الشيخ بسام عبد الوهاب الجابي رحمة الله عليه، المطبوعة بدار ابن حزم.
والثانية: نسخة الشيخ كريم الله البلالي الداغستاني المطبوعة بدار المنهل.
الثالثة: نسخة الشيخ قاسم أغا النوري الدمشقي، المطبوعة بدار التقوى.
ذهبت إلى مكتبة «الشام» العامرة بمدينة العلم لشراء نسخة، فوجدت فيها نسخة الشيخ بسام الجابي واشتريتها؛ لكونها هي المتاحة حاليا، وهي مضبوطة كاملا بالحركات، وخرَّج الأحاديث الواردة في صلب الكتاب ، لكن أهمل إشارات المؤلف إلى الأحاديث، وجعل في آخر الكتاب قائمة لتراجم الأعلام الواردة في الكتاب، وإن وقع في بعض الأوهام في التراجم، لكن لم يقابله بنسخ الخط، وخالٍ عن أيِّ تعليق، كما هو عادته في سائر أعماله، نسخها من المكتبة الشاملة كعادة التجار، وطبعها.
ثم اشتريت نسخة الشيخ كريم الله، هي أفضل من السابقة، خرَّج الأحاديث وبين إشارات المؤلف إلى الأحاديث مثل: (للاتباع) و (لخبر الشيخين)، وأتى بترجمة مناسبة للمقام لكل علم، وسوَّد اسم علم وكتاب، كما سود الاصطلاحات الفقهية حيث ينبه القارئ ويسهِّل الاستفادة، إلا أنه يؤاخذ بمثل ما يؤاخذ به الشيخ بسام رحمة الله عليه، مع أن الأخطاء في التشكيل بالحركات عنده أكثر.
ثم تحصلت على نسخة الشيخ قاسم النوري، حفظه الله تعالى فإذا هي نسخة تجارية بحتة، استغربتُ بتواجد اسم الشيخ قاسم على الكتاب لما فيها من أخطاء في التشكيل وعدم تصحيح للأخطاء الموجودة في نسخة مكتبة الشاملة مع أني أعرف الشيخ قاسم وزرته في جامعه بدمشق، وأعرف أن قدره أرفع من هذا العمل.
ثم لما بدأت إقراء الكتاب للمرة الثانية لصف آخر، نسخت الكتاب من المكتبة الشاملة إلى الوورد وبدأت أصحح الأخطاء وفق حاشيتَيْ إعانة الطالبين وترشيح المستفيدين، ثم لما أنهيت الكتاب مع هذا الصف جمعت ثلاثة عشر مخطوطا من المكتبات العالمية ثم أعلنتُ بإقامة دورة مكثفة صيفية لقراءة فتح المعين على المستوى الجمهوري، انتقيتُ من الراغبين للمشاركة مَن قد قرأ الكتاب قبلُ، ووزَّعتُ المخطوطات بينهم وأجريت مقابلة النسخ خلال قراءة الكتاب، كنا نقيم مجالس مطوَّلة إلى أن انتهينا منها في العطلة الصيفية.
وخلال هذه الفترة خرجت طبعة أخرى من دار ابن حزم بتحقيق الشيخ ماجد الحموي، ووجدتها أحسن المطبوعات الموجودة وقتئذ، من حيث قلة الأخطاء، إلا أنه ذكر في ربع العبادات الخلافات بين ابن حجر والرملي، كما فعل الشرقاوي على تحفة الطلاب، ولم يكن هذا عملا موفقا بالنسبة للطالب الذي لم يترسخ فيه عقلية الفقه وحقيقته، وعند شرح مسائل الكتاب وغالب المسائل مأخوذة من التحفة، يقول أحد الطلبة: يا شيخ، المحقق يقول أن هذه المسألة ليست معتمدة، بل المعتمد ما يقوله الرملي.
فالطالب الذي لم يفهم مسألة الكتاب بعدُ، تُدْخِلُهُ هذه التعليقات إلى الخلافات الواقعة بين ابن حجر والرملي، فلا هو يتقن مسألة الكتاب، ولا هو حفظ الخلاف.
النسخة الهندية: ثم وصلتْ إليَّ نسخة مليبارية بتحقيق الكرنغفاري رحمة الله عليه، فوجدت فيه مسلكا آخر في شرح الكتاب، غير المعهود عند صاحب الحاشيتين، إلا أنه لم يكن عنده نسخ كافية، هناك نسخ خطية لم تصل إلى المحقق، وأكثرَ من النقل عن الحاشيتين، فوقع أحيانا فيما وقعا فيه.
ومنذ حصول النسخة المليبارية كنت أستشعر بضرورة زيارة مليبار والالتقاء بعلمائها والمباحثة معهم حول المسائل التي استشكلها المحشيان، والبحث عن مخطوطاتهم.
النسخة الرابعة: فلما بدأ التدريس مرة ثالثة للكتاب خرج طبعة ثانية للشيخ قاسم نوري، فإذا هي مقابلة بنسخ الخط مقابلةً دقيقة، ومشكَّلةٌ تشكيلا كاملا بالحركات، وأقد أثبت فروق نسخ الخط، إلا أنه لم يفعل شيئا فوق ذلك، حتى أنه لم يختر الصواب البين من فروق النسخ.
النسخة الخامسة: ثم خرج نسخة الشيخ عبد الرزاق النجم في حلة جميلة فاتنة، كنا نظن أن نسخته سيكون تاج النسخ وخاتم التحقيقات، إلا أنه أفسد الكتاب بتعليقات لا يسمن ولا يغني من جوع، ولم يقابل الكتاب بنسخ الخط، وترك نفس الأخطاء الموجودة في نسخة المكتبة الشاملة ومر عليها مرور الكرام، ولا أدري سبب تدخله في كتب الشافعية وترك خدمة مذهبه.
وكنت بين الفترة والفترة أكتب منشورا عن الكتاب أو عن عملي فيه، أو عن أوهام المحشيين، فطلبتْ مني بعض الدور أن أتيح لهم فرصة طباعة الكتاب، فكنت على وشك الموافقة، أقدم خطوة وأؤخر أخرى، فألهمني الله أن أفرد تراجم الأعلام الواردة في فتح المعين مع ذكر المسائل الواردة عنهم، مع إيراد نصهم مع العزو إلى المصادر ثم مقارنة كل مسألة بالمعتمد في المذهب الذي مداره على مدرسة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري،
ثم تحصلتُ على أربع نسخ خطية من الانترنت، وخلال ذلك عزمت مع الإخوة الأعزاء طلبة العلم تحقيق الحواشي؛ حاشية إعانة المستعين، وحاشية إعانة الطالبين، وحاشية ترشيح المستفيدين، وأصبح تأخير طباعة فتح المعين إلى أن ننتهي من تحقيق الحواشي أمرا ضروريا، والآن وقد تحصلتُ على سبع نسخة آخرى من بلد المصنف (المليبار) والتقيت بعلمائهم وبعد المباحثات والمناقشات الكثيرة معهم عرفت أن لفتح المعين مدرستان؛
المدرسة الأولى: مدرسة هندية مليبارية، لم تزل شافعية الهند تهتم بفتح المعين من لدن المؤلف إلى يومنا هذا، وهو عندهم مقدم على جميع كتب المذهب، ومعتمد عليه في الإفتاء والتدريس.
والمدرسة الأخرى: ومدرسة عربية أو شرقية إن صح التعبير، يتقاسم زمام شرفها كل من عالم اليمن، وعالم مصر وعالم مكة، في حواشيهم:
1- إعانة المستعين، لعلي بن أحمد باصبرين اليمني، وهي مطبوعة في الهند.
2- حاشية إعانة الطالبين للبكري المصري
3- حاشية ترشيح المستفيدين للسقاف المكي.
ملاحظة: كنا بدأنا تحقيق الحواشي الثلاث، وعندنا نسخة المؤلف التي كتبها بخط يده لحاشية إعانة المستعين، وخلال نسخِها وجدنا تعارضا شديدا بين النسخة الهندية المطبوعة والمخطوط، فلذلك أجلنا العمل عليها إلى أن ننتهي من الحاشيتين الأخريين، وبلغنا أن دار المنهاج يعمل عليها أيضا، فننظر إلى تحقيقهم. واخيرا قال
بدعوة تكريمية من عميد كلية أصول الدين فضيلة الشيخ عبدالله الثقافي في جامعة مركز الثقافة السنية الهندية ألقيت محاضرة للطلاب الكلية، جزاه الله عني خيرا، وسأكتب بإذن الله منشورا خاصا عن جامعة المركز وشيخها ونشاطاتها الواسعة في أنحاء الهند.
جعل الله سعيه في خدمة الفقه الشافعي في ميزان حسناته يوم العرض والجزاء.
اخوكم في العلم عبد الله الثقافي البلنوري الهندي
0 تعليقات