اللغة العربية لغة القرآن
إن كان من الواضح البين أن كل الألسن تتطور، بل تنشأ وتنمو وتشيخ وتموت، وقد تُنجب أو لا تُنجب، فكيف للسان العربي الذي نشأ واكتمل في مدة وجيزة أن يحافظ على ما يلزم لحفظ الذكر الذي أُنزل به بيّنا مفهوما على مر الأزمنة والعصور؟
يقول الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر: 9). ويقتضي معنى الآية فيما يقتضي حفظ اللسان العربي الذي أُنزل به القرآن بحيث يتسنّى لقارئه فهم حُكمه ومعانيه على مر العصور والأزمنة، فجدوى القول لا تتم إلا بفهم حُكم ومعاني القول وعقلها واستيعابها، ولا يتم ذلك إلا بحفظ اللسان الذي قيل به القول واستقراره رغم ضرورة تطور الألسن تطورا بات من سنن الله مند تكلم بنو آدم وتواصلوا.
إن وجود القرآن هو سبب تحديد اللسان العربي الذي جاء به، ونعت "العربي" في هذا السياق ليس انطلاقا من اعتبار قومي وإنما هو باعتبار اللسان الذي جاء به القرآن.
وتتجلى علاقة القرآن باللسان العربي بينة فيما لا يقل عن 14 من آياته منها مثلا: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" (يوسف:1). فالقرآن عربي قطعا وحُكم القرآن، أي ما يعنيه، عربي: "وكذلك أنزلناه حكما عربيا" (الرعد:37).
وهكذا، أكرم الله اللسان العربي بإنزاله كتابه المبين إلى العالمين به، وكَتَب له الحفظ إلى أن يشاء من دون تغيير أو تحويل أو تحريف أو فقدان، خلافا لما أصاب التوراة والإنجيل والألواح وما أصاب صحف إبراهيم وموسى، التي فقدت
0 تعليقات