الاسغاثة والتوسل عند اهل السنة
قال الإمام المجتهد تقي الدين السبكي:
"يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى, وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين, المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين, وسير السلف الصالحين, والعلماء والعوام من المسلمين, ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان, ولا سُمع به في زمن من الأزمان, حتى جاء ابن تيمية, فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار, وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار".وقال: "وحسبك أن إنكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله عالم قبله, وصار به بين أهل الإسلام مثلة". "شفاء السقام" (ص358)
ويكفينا أن نسوق كلام الإمام النووي، حيث قال -بعد ذكر السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه-: "ثم يرجع إلى موقفه الأول, قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويتوسل به في حق نفسه, ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى".
ثم قال: "ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له, قال: كنت جالساً عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله, سمعت الله يقول (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول :يا خيرَ مَنْ دُفِنتْ بالقاعِ أعظُمُهُ فطابَ مِنْ طيبِهنَّ القاعُ والأكَمُ نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكِنُهُ فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَم ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له. "المجموع" (8/2
0 تعليقات