كاليكوت – كيرالا/الهند
في إطار فعاليات مؤتمر المولد النبوي الشريف الدولي الذي عقد مساء السبت الماضي بمدينة كاليكوت – كيرالا، تحت رعاية جامعة مركز، ألقى فضيلة الدكتور عبد الحكيم الأزهري محاضرة هامة بعنوان: "القوام الاقتصادية للأمة في ضوء السنة النبوية وأهمية إنهاء الفقر".
أكد الدكتور الأزهري في كلمته أن السنة النبوية الشريفة لم تقتصر على بناء الإيمان والعبادات، بل أرست دعائم القوام الاقتصادية العادلة، التي تقوم على التكافل والتوزيع المتوازن للثروة، وإنهاء مظاهر الفقر التي تقوض استقرار الأمة ووحدتها.
وأشار فضيلته إلى أن الرسول ﷺ وضع من خلال أحاديثه وتوجيهاته عدداً من الأسس الاقتصادية الكبرى، من أبرزها:
تشجيع العمل والإنتاج، واعتبار اليد العاملة الشريفة أفضل مصدر للرزق.
تحريم الاحتكار والظلم الاقتصادي.
إقامة نظام الزكاة كركن أساسي لمحو الفقر.
تشجيع الصدقات والنفقات التطوعية لخلق روح التكافل.
إحياء الأراضي المعطلة لتوظيف الموارد بما يعود بالنفع على المجتمع.
كما أوضح أن إنهاء الفقر ليس مجرد عمل خيري أو مساعدة عابرة، بل هو واجب شرعي ورسالة حضارية، لأن الأمة التي تعاني من الفقر لا تستطيع القيام بدورها الريادي ولا نشر رسالتها العالمية. واستشهد بقوله تعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾ [الحشر: 7].
واختتم الدكتور الأزهري محاضرته بالتأكيد على أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى إحياء تلك القيم النبوية في بناء الاقتصاد العادل، عبر سياسات حكيمة من الدولة، وجهود صادقة من الأفراد، وتكافل متين بين أبناء المجتمع.
شهد المؤتمر حضوراً حاشداً من العلماء والسادات والأكاديميين والمحبين، وشارك فيه عدد من علماء جمعية أهل السنة بولاية كيرالا، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية فضيلة الأستاذ الشيخ سليمان مسليار رئيس جمعية علماء أهل السنة بكيرالا، إلى جانب نخبة من القيادات الدينية والفكرية. وقد أكد المتحدثون على أهمية استلهام القيم النبوية في بناء حضارة إنسانية عادلة تسهم في إنهاء الفقر ونشر السلام والرحمة بين الشعوب.
البلنوري


0 تعليقات