كاليكوت/كيرالا/الهند
أكد فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن الفيضي، رئيس جامعة مركز الثقافة السنية، أن من واجب المؤسسات والهيئات الدينية والاجتماعية أن تكون في خدمة الإنسان، لا أن يكون الإنسان أسيرًا لها. فالمنظمات الدينية والهيئات المدنية ينبغي أن تعمل من أجل رفع معاناة البشر، وإنقاذهم من اليأس والإحباط، ومدّ يد العون لهم في أوقات الأزمات والشدائد.
وشدّد فضيلته على أن الأديان جميعًا ينبغي أن تنطلق بالإنسان من ضيق الأنانية والتحزّب إلى رحابة العدل والإنصاف، وأن تصوغ وعيًا يقوم على التربية والتعليم والتفكير الراشد والخلق الرفيع، وهو ما ميّز ولاية كيرالا على مدى العصور. فالواجب أن ننظر إلى التنوع الثقافي على أنه مصدر ثراء حضاري لا عامل تناقض أو صراع.
وأشار فضيلة الشيخ إلى أن الإسلام يملك قوتين أساسيتين أهلتاه ليكون دينًا وثقافةً متجذّرة في المجتمعات:
العلم والمعرفة التي تغرسها المدارس والجامعات.
التواضع والخلق الذي تزرعه المعاهد الدينية والمجالس العلمية.
كما أوضح فضيلته أن حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1948 تتقاطع في جوهرها مع ما أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع بمكة عام 632م، حيث جمع الإسلام بين الجانب الروحي والأخلاقي وبين احترام الحقوق الإنسانية.
واستشهد فضيلته بقوله تعالى:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]
مؤكدًا أن رسالة الإسلام قامت على تنقية القلب من الأفكار الفاسدة، وبناء الأسرة على أسس راسخة، وتقوية الروابط بين الأصدقاء والمجتمع، وإرساء قيم التكافل مع الضعفاء والمهاجرين واللاجئين، واحترام العلاقة بين المعلم والطالب، ورعاية حقوق الوالدين والجيران، وضمان العدل بين الحاكم والمحكوم.
🔹 وذٰلك خلال كلمته الرئاسية التي ألقاها في المؤتمر الدولي للميلاد النبوي الشريف بمدينة كاليكوت، بمناسبة مرور 1500 عام على مولد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، تحت رئاسة مفتي الديار الهندية وجامعة مركز الثقافة السنية.
وختم فضيلته بيانه بأن الإنسان هو محور كل رسالة إلهية، وأن الأديان والمؤسسات جميعًا ينبغي أن تلتزم بخدمة البشرية، بعيدًا عن التعصّب والأنانية، لتحقيق السلم الأهلي والكرامة الإنسانية
البلنوري/قسم الإعلام/جامعة مركز



0 تعليقات