بقاء العلماء نعمة ربانية، وذهابهم مصيبة جلسة التذكار في جامعة مركز

 كاليكوت/كيرلا/الهند

عقدت جامعة مركز الثقافة السنية مساء الأربعاء برنامج "تذكار المشايخ" تحت رعاية مفتي الديار الهندية فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد، إحياءً لذكرى العلماء البارزين الذين وافاهم الأجل في هذا الشهر، والذين قدموا إسهامات عظيمة وتركوا بصمات لا تمحى في جمعية العلماء بعموم كيرلا، ولمسيرة جامعة مركز الثقافة السنية. جاء هذا اللقاء تكريماً للعلماء الأفاضل، حيث صرح فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد: "إن الله جعل في كل زمان فترةً من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى. فكم من قتيلٍ لإبليس اللعين أحيَوْه! وكم من تائهٍ عن الطريق المستقيم وضالٍ عن الحق هدَوْه! وهم في الحقيقة مفتاح للحياة. نستذكر أناسًا يأنس الزمان بذكرهم، ويحفل المكان بتذكر مناقبهم، وتعبق اللحظات بترديد أخبارهم، فهم أموات ليسوا بأموات، هم أحياء ينعمون برياض وكرامة في جنات عرضها كعرض السماوات والأرض."


افتتح المجلس رئيس الجامعة، محمد عبد الرحمن الفيضي، وأكد رئيس الجامعة "أن بقاء العلماء نعمة من الله، وذهابهم مصيبة تصيب الأرض وأهلها. فبموت العالم تكمن المصيبة، وتتعاظم الرزية، وتخرب الدنيا، وإن فقد العلماء من أعظم مصائبها". يقول سعيد بن المسيب: "شَهِدت جنازة زيد بن ثابت رضي الله عنه، فلما دُفن في قبره، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (يا هؤلاء، من سرَّه أن يعلم كيف ذهاب العلم؟ فهكذا ذهاب العلم، وأيم الله لقد ذهب اليوم علمٌ كثير)."


كما تولى الأستاذ أكبر بادشاه الثقافي إلقاء كلمة الترحيب، وأدار المجلس فضيلة الأستاذ محيي الدين الفيضي الويليابالي، فيما بدأت الجلسة بدعاء الأستاذ أحمد مسليار الكاتيفارا.


وخلال الحفل، ألقى عدد من كبار العلماء في جامعة مركز الثقافة السنية كلمات مؤثرة تناولت حياة وإسهامات المشايخ الراحلين. استهل نائب رئيس الجامعة الدكتور حسين الثقافي بكلمة التذكار عن الشيخ تاج العلماء السيد عبد الرحمن البخاري، كما تحدث الأستاذ عبد الجليل الثقافي الجيروشولي، عميد كلية الشريعة والقانون، عن الشيخ السيد يوسف الجيلاني، بينما خطب الشيخ محيي الدين السعدي الكوتوكري، عميد كلية الدراسات الإسلامية، بكلمة التذكار عن الشيخ نور العلماء. وكان للشيخ عبد العزيز الثقافي الويلايوري خطبة تأبين عن الشيخ إسماعيل مسليار النيليكوتي. وتلا ذلك كلمة الأستاذ عبد الله الثقافي، عميد كلية أصول الدين، بتسليط الضوء على إسهامات الشيخ محمد مسليار الكاندافرمي. واختتم الأستاذ الحافظ أبو بكر الثقافي بالكلمة عن الشيخ حسين مسليار البادانيلامي.


وفي نهاية المجلس، تضرع الحاضرون بالدعاء إلى الله، سائلين المولى أن يتغمد العلماء الراحلين بواسع رحمته، وأن يجعل علمهم وعملهم ذخراً للأجيال القادمة ونبراساً يُضيء درب طلاب العلم.


البلنوري /قسم الإعلام/جامعة مركز 

إرسال تعليق

0 تعليقات